أكثر من عامين مرّا على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 أخذت فيها الحرب أشكالاً مختلفة ومتعدّدة، وارتكب فيها الاحتلال الإسرائيلي أنوعاً مختلفة من الجرائم وصولاً إلى ارتكاب حرب إبادة جماعية بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، ومجازر يومية مستمرة بحقّ الشعب اللبناني، وعمليات إرهاب وتفريغ للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، واعتداءات وتغيير معالم بحقّ الشعب السوري، والشعب اليمني، وهكذا وصولاً إلى العدوان على إيران في حزيران الفائت. حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت أكثر من مرّة أنّها تريد أن تغيّر الشرق الأوسط من خلال عدوانها وحربها على شعوب ودول المنطقة؛ نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال أعلن أكثر من مرّة أنّه يريد إقامة "إسرائيل الكبرى" بين نهري الفرات في العراق والنيل في مصر، معتبراً ذلك نوعاً من تحقيق الرؤية والحلم "التوراتي" وأيّد ذلك الوزراء الذين يشاركونه الحكومة. في مقابل ذلك دول وحكومات في المنطقة، حتى من بينها تلك التي أقامت علاقات تطبيع مع حكومة الاحتلال رأت ولمست في تصريحات ومواقف حكومة الاحتلال وتوجّهاتها خطراً جادّاً على أمنها القومي والاستراتيجي، ولذلك فإنّها بدأت تغيّر من بعض مواقفها لأنّ تغيير حكومة الاحتلال لوجه "الشرق الأوسط" (المنطقة العربية الإسلامية)، والسيطرة عليها والتحكّم بها سيُفقد تلك الحكومات والدول أهميتها ودورها وينتقل بعضها من موقع المتبوع إلى موقع التابع، بمعنى أنّه يتحوّل إلى مجرد تابع في المنطقة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما لا يقبله بعضهم ولا يمكنه أن يتكيّف معه، ولذلك رحنا نلمس بعض التعديل في بعض المواقف التي تشكّل نوعاً من المعوّق أمام مشروع الاحتلال السيطرة على المنطقة. بالنسبة لراعي الاحتلال وحاميه، أي الولايات المتحدة الأمريكية، فهي على الرغم من رعايتها لكيان الاحتلال والتكفّل بحماية وتأمين الدعم السياسي والمالي والأمني له، غير أنّها لا تريد له أن يكون مستقلّاً عنها خارجاً عن إرادتها مهيمناً على مقاليد الأمور والثروات في المنطقة، بل تريده قاعدة عسكرية ومدنية متقدّمة في المنطقة العربية تلجأ إلى استخدامها في المهمّات القذرة، وبالتالي فإنّنا رأينا أيضاً كيف أنّ الإدارة الأمريكية أرغمت حكومة الاحتلال على قبول وقف إطلاق النار، وإطلاق الأسرى في غزة، والانسحاب من بعض المواقع التي جرى احتلالها خلال الحرب، خلافاً لما كان يطلقه نتنياهو من وعود بإنهاء حكم "حماس" في غزة، وإطلاق الأسرى عبر الحرب، وعدم الانسحاب من غزة أو التعهّد بإعادة إعمارها فضلاً عن تهجير الفلسطينيين منها. بعد عامين على الحرب، كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يوقف الحرب على الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وفي لبنان، فالقصف مستمر في كلا البلدين، والانتهاكات الإسرائيلية مستمرة، وكيان الاحتلال لم يتخلّ عن أهدافه للمنطقة، بل يسعى إلى إفشال المساعي الأمريكية والعربية الإسلامية لوضع حدّ للحرب وإيجاد حلّ، ولو مرحلياً للقضية الفلسطينية، في مقابل تشدّد أمريكي لإنقاذ خطته التي تتباين مع طموحات قادة كيان الاحتلال دون أن يعني ذلك التصادم معها أو التحوّل عن دعمها وتوفير مقوّمات البقاء والاستمرار لها. الصورة المتوقّعة للمنطقة في ضوء هذه النتائج تشي أنّ المرحلة القائمة حالياً ستكون هي الصورة التي ستطبع المرحلة المقبلة القريبة خصوصاً، مراوحة، محاولات الأطراف جميعاً تثبيت الأمر الواقع والبناء عليه، إستعادة والتقاط الأنفاس ورسم السياسات من جديد، استعداداً لمرحلة جديدة قادمة قد لا تكون بعيدة، سيكون عنوانها الرئيسي السخونة والتوتر والمزيد من فرض الأمر الواقع بالنقاط.
للتفاوض المباشر بين لبنان والكيان الصهيوني أنصار سياسيون يعمدون الى المجاهرة في التعبير عن مواقفهم في [...]
على عادتهم المعهودة ، استمر جمع من القوى السياسية اللبنانية في التهويل على الشعب اللبناني وعلى المقاومة [...]
سياسة تخويف الشعب اللبناني من الجيش الصهيوني وجرائمه المفترضة ضدنا تناوب على اللجوء اليها العديد من الأطراف [...]
استمرت مفاعيل التسوية الرئاسية التي ظهرت للعيان في السابع من أيلول الماضي ، حيث اعتمد الترحيب بما قدمه [...]
برز سياسيا خلال الأسبوع المنصرم التطور الإيجابي الذي طرأ على العلاقات بين حزب الله والمملكة العربية السعودية [...]