قبل أيام شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة على بناية في الضاحية الجنوبية لبيروت مؤلّفة من عشر طبقات مستهدفة شقّق سكنية في الطابقين الرابع والخامس ما أدّى إلى اغتيال أحد قادة حزب الله العسكريين وأفراد آخرين كانوا في المكان. وللمفارقة فإنّ الغارة والاغتيال تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2024، مع الذكير أنّ الاغتيالات والاستهدافات والغارات لم تتوقّف يوماً منذ توقيع ذاك الاتفاق، ولكنّها تكاد تكون الغارة الأولى التي تستهدف شخصيات قيادية في حزب الله في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، علماً إنّ الطائرات الحربية الاسرائيلية استهدفت سابقاً أبنية في الضاحية بحجّة أنّها تحوي على مخازن أسلحة للحزب، ولكنّها كانت تطلق قبل ذلك رسائل تحذيرية للسكان ومن ثم بعد وقت قصير كانت تغير على تلك الأبنية؛ هذه المرّة كان الوضع مختلفاً، وكان يشبه إلى حدّ بعيد ما كان يجري خلال فترة الحرب عندما كانت الطائرات تغير مستهدفة اغتيال أشخاص بعينهم. من الواضح خلال مجريات عام كامل أنّ النار لم تتوقّف إلّا من طرف واحد، وهو الطرف اللبناني؛ أمّا الطرف الآخر الإسرائيلي فلم يلتزم بمندجرات الاتفاق، ولم يوقف إطلاق النار، ولم يتوقّف عن الغارات والاغتيالات والتصعيد، بل ذهب أبعد من ذلك عندما شرع في تهديدات يومية بالتصعيد والعودة إلى استهداف أيّ مكان في لبنان بما في ذلك البنية التحتية للدولة، ورفض كلّ الدعوات التي أطلقها رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في مفاوضات من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وتأمين تنفيذ بنوده، وحتى وصولاً إلى تجديد اتفاق الهدنة بين لبنان و"إسرائيل". الاحتلال الإسرائيلي بعد عام من اتفاق وقف إطلاق النار يتحضّر لجولة جديدة من القتال يريد منها فرض شروطه بشكل كامل على لبنان حتى يقرّ بالهزيمة وينزل على شروط الاحتلال وليس فقط في مسألة سحب أو نزع أو حصر السلاح، بل في كلّ الملفات بما في ذلك منها السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، وإلّا فإنّه يلوّح بالتصعيد وتكثيف الغارات والاستهدافات وصولاً ربما إلى الاجتياح البرّي أو ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، وكلّ ذلك لإخضاع لبنان كجزء من إخضاع المنطقة لأنّ الاحتلال يدرك أنّ لبنان، وعلى الرغم من حالة التصدّع التي أصابته بسبب الحرب والعدوان، ما زال يشكّل العقبة الكأداء في طريق تشكيل المنطقة العربية وفق الهوى والمصلحة الإسرائيلية، ولذلك فإنّه يصرّ على إنزال لبنان على شروطه، أو تلقّي المزيد من الضربات والاعتداءات. من الواضح بعد عام على اتفاق وقف إطلاق النار أنّه لا وقف لإطلاق النار في الفترة القريبة، هناك المزيد من الضغط، المزيد من الاعتداءات، المزيد من الاغتيالات، المزيد من الحصار بهدف استسلام لبنان بشكل كامل، وفي هذه الحالة ستكون الكلفة عالية على لبنان سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً، وسيكون ملحقاً بالمشروع الإسرائيلي وجزءاً منه، وبالتالي فلن يشهد أيّ استقرار ومن أيّ نوع كان. وفي حال رفض الاستسلام، والصمود أمام هذه الضغوط والاعتداءات التي يمكن أن تتكثّف وتزداد، غير أنّ كلفتها سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً ستكون أقلّ كلفة مهما بلغت تلك الاعتداءات وإن تكثّفت أو طالت مزيداً من المرافق والجغرافيا. في الحالة الأولى سيجني الاحتلال الأرباح وسيحقق المزيد من الأهداف من دون أن يدفع أيّة كلفة، في الحالة الثانية (حالة الصمود) قد يحقّق الاحتلال بعض اهدافه وقد يجني بعض الأرباح، غير أنّه سيتكبّد أيضاً بعض الخسائر حتى ولو كانت معنوية أو تتصلّ بالسمعة والرواية والسردية، فضلاً عن أنّ الحالة الثانية ستبقي الخصومة والعداوة مع الاحتلال في حين أنّ الحالة الأولى قد تنقل الخلاف إلى الصفّ الداخلي.
للتفاوض المباشر بين لبنان والكيان الصهيوني أنصار سياسيون يعمدون الى المجاهرة في التعبير عن مواقفهم في [...]
على عادتهم المعهودة ، استمر جمع من القوى السياسية اللبنانية في التهويل على الشعب اللبناني وعلى المقاومة [...]
سياسة تخويف الشعب اللبناني من الجيش الصهيوني وجرائمه المفترضة ضدنا تناوب على اللجوء اليها العديد من الأطراف [...]
استمرت مفاعيل التسوية الرئاسية التي ظهرت للعيان في السابع من أيلول الماضي ، حيث اعتمد الترحيب بما قدمه [...]
برز سياسيا خلال الأسبوع المنصرم التطور الإيجابي الذي طرأ على العلاقات بين حزب الله والمملكة العربية السعودية [...]