العدد 1694 /17-12-2025
حسان قطب

نحن في لبنان اليوم امام منعطف خطير ووجودي، مع ارتفاع نبرة التهديدات الاسرائيلية بشن حربٍ واسعة على لبنان، مستفيدةً من تلكؤ وتباطؤ السلطة اللبنانية عن معالجة مشكلة سلاح الميليشيات، ومن رفض ميليشيا الثنائي (أمل ، حزب الله) تسليم السلاح والالتزام بمضمون القرارات الدولية وآخرها اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه في 27/11/2024..بناءً على هذا اننا نتساءل..؟؟

كيف يمكن لهذا الوطن ان يستمر، وينهض من كبوته، اذا لم يستفد من الاحتضان الدولي والعربي..؟؟

وكيف يمكن تجاوز الازمة الاقتصادية والمالية التي تسبب بها التفرد بالسلطة وقرار الحرب والسلم..؟؟

وكيف يتجاهل قادة الوطن اهمية الزيارة البابوية مع تضمنته من رسائل سياسية ودبلوماسية وتوجيهات موضوعية بالابتعاد عن الحرب واتخاذ خيار السلام..!!

لذا نقول اننا..!!!

لا نملك ترف الوقت ولا القدرة على تحمل المزيد من خطابات التحريض والتهديد والتهويل والاستعلاء والاستكبار، سواء اطلقها امين عام حزب الله، او قادته، ولا المشاهدات التلفزيونية التي تتضمن كلاماً مذموماً واساءات واتهامات التي يطلقها من يدور في فلك الثنائي..؟

ولا مناورات نبيه بري الذي يراهن على شراء الوقت، في حين يخطط الآخرون لمستقبل المنطقة امنياً وسياسياً وحتى جغرافياً..!! دون الالتفات الى ان الشعب اللبناني يدفع الثمن وخاصةً ابناء الجنوب والبقاع وضاحية بيروت، من مختلف المكونات دون استثناء..!! مما يجعل من هذه المناطق اللبنانية، التي تضم مختلف المكونات اللبنانية، في مهب الريح، ومستقبل وجودها على المحك..!!

لذا نقول كفى..

الحل يتمثل في اللجوء الى تطبيق مضامين القرارات الدولية

واعلان لبنان بلد حيادي، وترتيب العلاقات اللبنانية مع محيطه العربي والدولي..

والتسليم بسيادة الدولة على كافة الاراضي اللبنانية، واحترام الدستور وتطبيقه مواده ..

واذا كانت الدولة اللبنانية، عاجزة عن فرض الامن، وتطبيق القرارات الدولية وتجريد هذه الميليشات من السلاح، ووقف التلاعب بالنصوص الدستورية، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية، وتطهير الادارة، واستقلالية القضاء.. فإننا نرى:

اننا نسير حثيثاً نحو الاعلان عن ان لبنان دولة فاشلة ولا ينقذه الا تطبيق الفصل السابع، بقرار من مجلس الامن

او ان يتم استقدام قوات دولية لاخراج لبنان من دوامة الحروب، وتجريد الثنائي من سلاحه وتفكيك بنيته، لاعادة الاستقرار والانماء والحياة السياسية الى لبنان..

اننا هنا وفي هذا اللقاء نحمل السلطة اللبنانية كما الثنائي المسلح تبعات كافة النتائج والتداعيات السلبية والكوارث التي قد تصيب لبنان نتيجة السياسات الخاطئة والمماطلة في تنفيذ القرارات الدولية الملزمة، ونطلق جرس انذار عالي النبرة، لعل ضمائر من يمسك بالقرار يدركون خطورة ما يتم التخطيط له للبنان..وعسى ان يفهم من يملكون المال والسلاح، بأن المرحلة قد اصبحت مختلفة كلياً وان التعنت لن يقود الا الى مزيد من الخراب والتدمير..وان حماية الوطن ومواطنيه اولوية على المصالح الحزبية والطائفية والمذهبية..!!

حسان القطب