العدد 1635 /23-10-2024
حسان قطب
بقلم حسان القطب..
اندلع صراع داخلي واسع
وعميق داخل الكيان الصهوني، حول التعديلات القضائية التي طرحها نتنياهو، لتغطية
ارتكاباته وحماية نفسه وموقعه من اية عقوبات قضائية قد تؤدي به الى السجن، ثم جاءت
معركة طوفان الاقصى..التي كشفت عمق الانقسام الداخلي في اسرائيل، حيث اعتبر
نتنياهو ان هذه فرصته لقيادة اسرائيل نحو صراع وجودي، ويعطي نفسه صفة بطولية تغطي
تاريخه الفاسد وممارساته الفاسدة، كما يتداول هذا الواقع والوصف الاسرائيليون
انفسهم.. ووصلت الامور في الداخل الصهيوني الى مرحلة تكاد تكون بداية انطلاق حرب
داخلية واهلية بين مؤيدي نتنياهو ومعارضيه، وبين مشجعي استمرار الحرب وتجاهل اطلاق
الاسرى لدى حركة حماس، وبين المطالبين باعتبار ان العمل على اطلاق الاسرى اولوية
يجب الالتزام بها، والتوصل الى تسوية سلمية تؤدي الى اطلاق الاسرى ووقف الحرب
والانخراط في حلٍ سلمي للقضية الفلسطينية..
الازمة الداخلية واحتمال
اندلاع الصراع يفترض انها داخل هذا الكيان الهجين، والقائم على الاغتصاب والعدوان..
اليوم يعيش لبنان
والمنطقة في خضم حربٍ دموية مع الكيان الصهيوني، حيث يتعرض لبنان الى حملة تدمير
منهجية للقرى والبلدات والمدن، والى تهجير اكثر من مليون ونصف من اللبنانيين، والى
سقوط آلاف القتلى والجرحى من المدنيين والمقاتلين على جبهاة الجنوب اللبناني..
امام هذا الواقع المؤلم والمشهد الدراماتيكي الصعب والقاسي..وامام الاحتضان الوطني
لآلام المواطنين النازحين والمغادرين لارضهم وبلداتهم وقراهم واملاكهم وارزاقهم..
وامام التضامن الكبير من قبل كافة المكونات اللبنانية لبعضهم البعض متكاتفين
ومتعاونين لبلسمة جراحهم والتخفيف من آلامهم..
فجأة تطل علينها وسيلة
اعلامية.. تتحدث فيها عن فتنة ..سنية – شيعية..وكأن المطلوب تطمين العدو الصهيوني
بأن حربه على لبنان قد اثمرت انقساماً داخليا..وان بإمكان نتنياهو ان يفاخر الداخل
الصهيوني بانه قد انجز مهمته بضرب الاستقرار الداخلي في لبنان وتعميق الانقسام او
خلق انقسام بين اللبنانيين....؟؟ وبالتالي فإن الوحدة الاسرائيلية هي ضمانة
الانتصار على المجتمع اللبناني المنقسم والمشتت والذي قد يدخل في فتنة وحربٍ
اهلية....وقد استكمل المشهد الانقسامي الذي رسمته هذه الوسيلة الاعلامية.. وزير
الجيوش الفرنسية الذي حذر من حربٍ اهلية في لبنان..؟؟؟؟... (فقد حذر وزير الدفاع
الفرنسي سيباستيان ليكورنو من خطر اندلاع "حرب أهلية وشيكة" في لبنان في
ظل تواصل العدوان الإسرائيلي...)
ولماذا الفتنة السنية –
الشيعية...؟؟؟ سؤال برسم كل القيادات الدينية والسياسية...؟؟
من الذي طلب نشر هذا
المقال الفتنة ومن هي المرجعية السياسية والاعلامية التي رسمت الخطوط العريضة لهذا
المقال المسيء للمسلمين خصوصاً واللبنانيين عموماً..؟؟
من هي الجهة التي تدعم
هذه الاقلام التي لا تبشر الا بالفتنة والصراعات الداخلية...؟؟؟
ما لا تفهمه الجهة
الناشرة لهذا المقال ومن كتب هذا المقال ومن روج له ونشره واعتمده.. ان اهل السنة
في لبنان هم اهل الامة الاسلامية... ويعتبرون ان من واجبهم احتضان كل الشركاء في
الوطن وفي المنطقة.. وان عروبتهم اصيلة وانتماءهم لاهذه الارض لصيق ووثيق.. وقد
تجاوز اهل السنة كل الاخطاء والارتكابات التي مورست ضدهم.. عن قصد وتخطيط وتوجيه..
لانهم يمثلون الامة بكل معانيها..
فقد تجاوز اهل السنة ما
ارتكب في خطيئة السابع من آيار عام 2008.. ولم ينجرفوا الى الفتنة.. ؟؟
وتجاوزا الاعتقالات
المتواصلة والتي لم تنته فصولاً بعد ولم ينجرفوا الى الفتنة..؟؟
وتجاهلوا الاتهامات
بالتكفير والتطرف والارهاب.. ولم ينجرفوا الى الفتنة..؟؟
وتحملوا كل حملات اضعاف
موقع رئاسة الوزراء وتغييب دوره .. ولم ينجرفوا الى الفتنة..
وتعاملوا بهدوء ومسؤولية
مع اغلاق مجلس النواب وحصار مقر رئاسة الوزراء .. ولم ينجرفوا الى الفتنة..؟؟
لذلك.. نقول لمن يريد
زرع الفتنة باي شكلٍ من الاشكال، بأن اهل السنة في لبنان، لهم الحق بالتحالف مع من
يريدون وساعة يشاؤون، ولا وصاية عليهم، من اي فريق، واطلاق الاتهامات العشوائية
والضبابية، والفتنوية، لن تؤثر على مسارهم واحتضانهم لاهلهم من كافة المكونات
اللبنانية، لان الوجع واحد والالم مشترك، وما يصيب جنوبنا من تدمير وتهجير، يصيب
كل لبنان.. فالجنوب اللبناني هو واحة مشتركة لكل المكونات اللبنانية... ويضم في
مساحته قرى وبلدات سنية وشييعية ودرزية ومسيحية.. وكلها تتعرض للقصف والتهجير
والتدمير...
ما نتمناه هو ان تتوقف
هذه الجهات الاعلامية والسياسية التي تقف خلفها عن وقف الترويج لهذه المخططات التي
لا تخدم سوى الكيان الغاصب.. وهم يبدو بالفعل يعملون الى جانبه من خلال الترويج
للفتنة او بث الشائعات حولها....