العدد 1667 /11-6-2025
ظهرت مؤخرا تجربة جديدة لجمع
المعارضين الشيعة في لبنان بعد فشل معظم التجارب التي برزت منذ العام 2005 حتى
العام 2025 ، فقد انعقد مساء الأحد في الاول من شهر حزيران مؤتمر سياسي جديد حمل
عنوان "لقاء اللبنانيين الشيعة" في قاعة 900 بـ"سي سايد
أرينا" خلال معرض الكتاب العربي ، شارك فيه عشرات الناشطين والمثقفين
والسياسيين المستقلين الشيعة بدعم من مؤسسة امم للتوثيق وبعد عمل استمر لمدة سنتين
من قبل هيئة التنسيق الشيعية ، وقد أراده المجتمعون
أن يكون انطلاقة فعلية نحو بناء مشروع سياسي شيعي جديد في محاولة تهدف إلى تمثيل
سياسي من خارج منظومة حركة امل وحزب الله
والمؤتمر جاء في ظل تطورات سياسية مهمة يشهدها لبنان ولا سيما
بعد العدوان الاسرائيلي المستمر منذ ايلول من العام الماضي وحتى اليوم وفي ظل
انتشار رهانات سياسية داخلية وخارجية على اضعاف المقاومة وحزب الله وحركة امل وقيام مجموعة شيعية جديدة قادرة على ملء الفراغ
السياسي .
ومن المعروف انه ليست المرة الاولى التي نشهد فيها محاولة شيعية مستقلة خلال العشرين سنة
الماضية فمنذ انعقاد اللقاء الشيعي اللبناني برئاسة العلامة السيد محمد حسن الامين
في نيسان من العام 2005 في الثانوية
العاملية في بيروت وبحضور 300 شخصية شيعية والى اليوم برزت عشرات التجارب السياسية
والفكرية والاعلامية لمواجهة حركة امل وحزب الله ولكن كل هذه التجارب فشلت اما
بسبب غياب الدعم السياسي والشعبي او بسبب الخلافات بين القوى الشيعية المستقلة او
بسبب عدم وجود مشروع شيعي قادر على جذب الجمهور الشيعي ، وان كان بعض المعارضين
الشيعة يعتبرون ان فشلهم بسبب غياب الحرية والقدرة على التحرك في البيئة الشيعية .
ومن
اجل مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المعارضين الشيعة طرح المجتمعون ضرورة النزول إلى الأرض وعقد
لقاءات شعبية وتنظيم نشاطات لمساعدة الشرائح الاجتماعية في المناطق الشيعية كي تلتحق
بالمشروع السياسي الجديد الذي يحاول تقديم خطاب جديد لجذب الشباب الشيعي.
وقد تحدث في اللقاء الاعلامي جاد الأخوي، رئيس ائتلاف الديمقراطيين
اللبنانيين، فاعتبر أن الرسالة الأولى من هذا المؤتمر موجهة بوضوح إلى الثنائي
الشيعي، ومفادها أن هناك تمثيلاً سياسياً شيعياً خارج معادلاته واصطفافاته. أما
الرسالة الثانية، فهي إلى قوى 14 آذار، التي – منذ العام 2005 – لم تتعامل بجدية
مع واقع الشيعة في لبنان، وكأنها تخلّت عنهم وتركتهم رهينة الطرف الأقوى.
من جهته الاستاذ محمد الأمين، المنسق العام للقاء اللبنانيين الشيعة، أكّد
أن هذا الاجتماع هو محطة ضمن مسار طويل، امتد على مدى سبع سنوات من الاجتماعات
والمحاولات والحوارات. ليس عملاً طارئًا، ولا انفعالًا سياسيًا، فهو يشكل استمرارا
لمسار يحمل عنوانًا واضحًا: فتح المجال للتعدد داخل الطائفة الشيعية، بعدما جرى
طمس كل تنوّع سياسي وفكري واجتماعي فيها .وشرح أن الهدف من اللقاء ليس احتكار
التمثيل الشيعي، بل خلق منصة سياسية مفتوحة، تسمح بالتعبير عن الرأي، وتمنح الصوت
المختلف داخل الطائفة قدرة على الوصول والتأثير. التسمية التي اختيرت، "لقاء
اللبنانيين الشيعة"، ليست عنوانًا انعزالياً أو طائفياً، بل جاءت ردّاً على
واقع بات فيه الشيعي المختلف غير مرئي، وغير مسموح له بأن يظهر. فبينما تعيش بقية
الطوائف اللبنانية على إيقاع النقاشات والخلافات الداخلية، حُجِبَ هذا الحق عن
الشيعة، وأُلغي الاجتهاد باسم الانضباط.
وقد تخلل المؤتمر توزيع وثيقة سياسية أولية
بعنوان "وثيقة 2030"، وهي مفتوحة للنقاش والتعديل، واعلن المنظمون انهم سيتواصلون مع المشاركين للاستماع إلى ملاحظاتهم،
تمهيداً لعقد لقاء أوسع وأشمل في وقت قريب. كما أشاروا إلى أن تغيير قانون الانتخاب ليس هدفاً قريب
المنال، حتى بالنسبة للأحزاب الكبرى، لكن يمكن الدفع باتجاه إصلاحات جزئية مثل
تفعيل "الميغاسنتر" وحق اقتراع المغتربين، وهي خطوات من شأنها أن تفتح
المجال أمام دخول قوى مستقلة وجديدة إلى البرلمان.
هذا اللقاء وغيره من التحركات على الصعيد الشيعي تهدف لايجاد تيار شيعي
جديد معارض لحركة امل وحزب الله فهل سينجح هؤلاء الناشطون او سيقشلون كما فشل
غيرهم خلال عشرين سنة ؟
قاسم قصير