العدد 1696 /31-12-2025
قاسم قصير
يدخل لبنان العام الميلادي الجديد (2026)
في ظل تحديات وضغوط داخلية وخارجية والخوف المتجدد من عودة الحرب الإسرائيلية على
لبنان واستمرار الخلافات بشأن الانتخابات النيابية وقانون استعادة المودعين
لاموالهم وكيفية مقاربة التطورات المتسارعة في المنطقة .
فما هي ابرز الملفات والتحديات التي
يحملها العام الجديد للبنان؟
أولا : ملف نزع السلاح واحتمال العودة الى
الحرب الإسرائيلية على لبنان
يشكل هذا الملفات احد الملفات الساخنة في
لبنان ورغم كل الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية عبر نشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وتعيين
شخصية مدنية في لجنة مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار والتعاون مع لجنة الميكانيزم
بشان التفتيش عن الأسلحة في بعض المنازل في جنوب لبنان فان العدو الإسرائيلي لم
يطبق أي بند من بتود اتفاق وقف اطلاق
النار وهو مستمر في عدوانه واحتلاله للأراضي اللبناني، وهناك مخاوف جدية من قيام
العدو الإسرائيلي بتوسيع الاعتداءات على لبنان او الذهاب الى حرب واسعة رغم
التطمينات الخارجية والداخلية.
وسيكون التحدي الأهم حول كيفية استكمال
الجيش اللبناني في نزع سلاح المقاومة شمالي الليطاني في ظل رفض حزب الله لذلك وعدم
تحقيق أي مطلب لبناني ، وكل هذا سيكون احد الملفات الساخنة والتحديات الكبرى في
لبنان للعام الجديد.
ثانيا : ملف الانتخابات النيابية والخلافات
حول قانون الانتخابات
فهذا الملف لم يتم حسمه في العام 2025 ومن
المفترض اجراء الانتخابات في شهر أيار من العام الجديد ، لكن الخلاف حول تصويت
المغتربين لا يزال مستمرا وكذلك حول بعض النقاط العالقة في قانون الانتخابات ، مما
قد يؤدي الى تأجيل الانتخابات لحين حسم هذه الخلافات وحتى لو تم الاتفاق على
القضايا الخلافية فانه سيكون من الصعب اجراء الانتخابات في موعدها .
وتشكل الانتخابات النيابية محطة مهمة على
الصعيد الداخلي وهناك انتظار لنتائجها من الداخل والخارج .
ثالثا : الملفات الاقتصادية والمالية :
هناك العديد من الملفات الاقتصادية والمالية التي سيواجهها لبنان في العام الجديد
وابرزها مناقشة قانون الفجوة المالية أي قانون استعادة المودعين لاموالهم وملف
الموازنة والاعمار والحصار المالي واستكمال الإصلاح المالي ، فكل هذه الملفات
ستاخذ دورها في النقاش والحوار في العام الجديد ومن غير الواضح الى اين ستتجه
الأوضاع ، كما ان هناك مطالب عمالية وللموظفين إضافة لمعالجة ملف الكهرباء .
رابعا : المخاوف من انعكاس التطورات
الخارجية على الوضع اللبناني والعلاقات السورية – اللبنانية
ففي ظل استمرار التوترات والتطورات
المتسارعة في الدول المجاورة ولا سيما التطورات في سوريا وكذلك عدم التوصل الى
اتفاق شامل حول كل القضايا العالقة بين لبنان وسوريا فان هناك مخاوف من انعكاس ذلك
على الوضع اللبناني ، كذلك الخوف من عودة الحرب الإسرائيلية على ايران وعلى قطاع
غزة وما يجري من تطورات في كل المنطقة ، كل ذلك قد يكون له تداعيات وانعكاسات
سلبية على الضوع اللبناني .
على ضوء كل هذه المعطيات فان العام 2026
سيحمل الكثير من التحديات الداخلية والخارجية واذا كان لبنان نجح في تجنب العودة
الى الحرب الشاملة مرة أخرى في العام 2025 فمن غير الواضح مدى قدرة لبنان على تحمل
تداعيات التطورات والمخاطر القادمة في العام الجديد وعلى امل ان يحمل هذا العام
مؤشرات إيجابية رغم كل المعطيات السلبية.
قاسم قصير