العدد 1671 /9-7-2025
شكّلت
زيارة المبعوث الاميركي طوم براك الاخيرة الى لبنان مفاجاة كبيرة للكثيرين في
لبنان والخارج بسبب المناخات الايجابية التي تحدث عنها حول الرد اللبناني على
الورقة التي تقدم بها سابقا .
فهل
ستؤدي هذه الاجواء الايجابية الى الوصول الى حلول سياسية في مواجهة الاحتلال
الاسرائيلي والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وكذلك ملف حزب الله ؟ ام ان الضغوط
ستستمر في المرحلة المقبلة؟
لقد
شهد لبنان خلال الايام الاخيرة مرحلة صعبة
جدا توزعت فيها التحركات بين ضغوط سياسية ودبلوماسية واعلامية من اجل القبول
بتسليم سلاح حزب الله وفقا لورقة المبعوث الاميركي طوم براك او الذهاب الى تصعيد
عسكري وامني لا احد يعرف مداه ونتائجه وانعكاساته على الحزب ولبنان والوضع في
المنطقة.
فما
هي اجواء البيئة القريبة من حزب الله وحركة امل وكيف تعاطت مع التطورات في ظل حرص
الحزب على اطلاق مواقف ثابتة من التطورات تؤكد على ان الاولوية يجب ان تتركز على
مواجهة الاحتلال الاسرائيلي مع الاستعداد للحوار بعد ذلك حول الاستراتيجية
الدفاعية وحرص الرئيس نبيه بري على ابقاء خطوط التواصل مع الجميع مع الاستعداد
لبحث كل التفاصيل من خلال اللجنة الرسمية المشتركة .
وبعد
زيارة المبعوث الأميركي طوم براك الى
لبنان وتسلمه الرد اللبناني الرسمي ومن ضمنه موقف حزب الله من الورقة والية
المتابعة يمكن التأكيد ان بيئة الحزب والحركة تعيش اليوم حالة اقل قلقا رغم
استمرار الضغوط الداخلية والخارجية والحديث عن سيناريوهات متعددة ومنها العودة الى
توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان من اجل نزع السلاح مع ترافق ذلك مع
تطورات امنية داخلية تنشر الفوضى من خلال عمليات امنية وتفجيرات متنقلة اضافة
للحديث المبالغ فيه عن تدخل للسلطة السورية في الوضع اللبناني وتوتير الحدود .
واضافة
للبعد الامني والعسكري فان زيادة الضغوط المالية والاقتصادية تزيد من حجم القاق
داخل بيئة الحزب والحركة مع تعطل عمليات الاعمار والترميم ومنع ابناء القرى
الحدودية من العودة الى قراهم .
وفي
ظل كل هذه الضغوط تعقد جلسات حوارية في بعض المؤسسات الشيعية الرسمية وغير الرسمية
للبحث في كيفبة التعاطي مع التطورات ووضع خطط عمل لمواجهة مختلف التحديات الداخلية
والخارجية.
وتتوزع
الاراء داخل الورش الحوارية بين من يدعو للاستعداد الى احتمال التصعيد وضرورة
مواجهة الضغوط من خلال تحرك شعبي واسع مدعوم من المؤسسات الدينية ولا ياخذ الطابع
المنظم وذلك من اجل التأكيد على رفض تسليم السلاح والدعوة للاسراع في اعادة
الاعمار وعلى قاعدة اما نعيش جميعا بسلام أو انتشار الفوضى على الجميع .
ووجهة
النظر الأخرى تدعم المواقف الايجابية مع المفاوضات وعدم تاخير حسم القرار وطرح كل
القضايا على جدول الاعمال لان ما يمكن الحصول عليه اليوم قد لا نحصل عليه غدا في
ظل وجود نقاط قوة اليوم يمكن الاستفادة منها في التفاوض.
وبعد
الزيارة الاخيرة للمبعوث الاميركي الى لبنان فان اجواء القلق تراجعت وهناك استعداد
لكل الاحتمالات الايجابية والسلبية ولا
احد يستطيع ان يحسم الى اين تتجه الاوضاع في المرحلة المقبلة بانتظار معرفة ردة
الفعل الاميركية والاسرائيلية على الموقف اللبناني ومعرفة الى اين تتجه الاوضاع في
المنطقة كلها .
قاسم قصير