العدد 1675 /6-8-2025

يتزايد الاهتمام الدبلوماسي العربي والغربي بمستقبل الشيعة في لبنان وخصوصا حول الحزب وسلاحه والعلاقة مع حركة امل ودور المعارضة الشيعية المستقلة.

ففي اللقاءات الخاصة مع الدبلوماسيين العرب والاجانب في بيروت يشكّل الحديث عن واقع ومستقبل الشيعة اللبنانيين أحد أبرز الموضوعات المطروحة ، ويحاول الدبلوماسيون العرب والاجانب تكوين صورة واقعية عن الواقع الشيعي اللبناني اليوم ورؤية الشيعة لدورهم ومستقبلهم والتحديات التي تواجههم وخصوصا بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان في العام 2024 والمستمرة الى اليوم .

فما هي أبرز الأسئلة التي يطرحها هؤلاء الدبلوماسيون ؟ وما هي الاجابات التي تقدم لهم؟

السؤال الاول والمركزي الذي يطرحه كل الدبلوماسيين العرب والاجانب : ما هو مستقبل حزب الله وسلاح حزب الله ؟ وهل يتخلى الحزب عن سلاحه ؟ وما هي الضمانات المطلوبة؟ وماذا اذا لم يتم التوصل الى حلول دبلوماسية او داخلية لهذا السلاح؟

والجواب المختصرالذي يسمعه هؤلاء الدبلوماسيين هو ان وجود السلاح كان بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي وضعف الدولة اللبنانية ، والسلاح كان قبل تاسيس حزب الله ، وبدأ مع الاحزاب اليسارية والشيوعية والقومية والمنظمات الفلسطينية وافواج المقاومة اللبنانية (حركة امل) في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وتطور مع وجود الحزب ، وطالما هناك احتلال اسرائيلي واعتداءات اسرائيلية على لبنان لا تخلي عن السلاح ، والضمانات المطلوبة تأمين الامن والاستقرار للبنان عامة وللجنوب بشكل خاص ، والا لن تنفع الضغوط الدبلوماسية او الداخلية وحتى لو عاد العدو الاسرائيلي للعدوان مجددا.

السؤال الثاني الهام : ماذا عن دور المعارضة الشيعية المستقلة ضد حركة امل والحزب ؟ واي دور لها وهل سيكون لها فعالية في الانتخابات النيابية المقبلة ؟

والخلاصة التي يسمعها الدبلوماسيون العرب والاجانب من اعلاميين ومتابعين للوضع الشيعي وحتى من خارج اطار الحركة والحزب : ان المعارضة الشيعية على اختلاف توجهاتها وشخصياتها ومؤسساتها حاضرة في المشهد السياسي والاعلامي والثقافي في لبنان منذ سنوات طويلة ويتميز الشيعة دوما بالتنوع الفكري والثقافي والسياسي والاعلامي ، وصوت المعارضة الشيعية مرتفع جدا احيانا ، لكن مشكلة المعارضة ضعف شعبيتها وعدم وجود مشروع سياسي لديها يلبي حاجات الجمهور الشيعي الواسع وهي موجودة في الصالونات ووسائل الاعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي لكنها ليست حاضرة بقوة في الواقع الشعبي وهي تعاني من الانقسامات والخلافات بين مكوناتها المختلفة ، ومن غير الواضح اذا كانت ستحقق لها مكانة فاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة لان حظوظها ضعيفة نسبيا وان كانت هناك تحضيرات كثيرة كي تنجح في الانتخابات بدعم داخلي وخارجي ، والجواب الحاسم سيكون في مرحلة الانتخابات المقبلة.

السؤال الثالث : ماذا عن الوحدة الشيعية ؟ وهل صحيح ان هناك خلافات وتباينات كبيرة بين حركة امل وحزب الله وبين الرئيس نبيه بري وقيادة الحزب ؟ وماذا عن مستقبل ودور الرئيس بري في المرحلة المقبلة ؟ وهل سيترشح للانتخابات النيابية المقبلة؟

والجواب ان الوحدة الشيعية اليوم تتجلى في افضل صورها ، سواء في القضايا الاستراتيجية او الملفات السياسية او العلاقات الخارجية ، وانه للمرة الاولى منذ تاسيس الكيان اللبناني يتوحد الشيعة في مؤسساتهم السياسية والدينية وهناك اجماع على قيادة الرئيس نبيه بري للطائفة الشيعية وليس هناك اي تنافس على القيادة والتنسيق مستمر بين بري وقيادة الحزب ، والعلاقة مع ايران او المرجعية الدينية في النجف قوية جدا ولم يعد هناك خلاف لا في الرؤية لمستقبل لبنان او لدور الشيعة في لبنان والمنطقة ، وخطاب حزب الله اصبح يشبه خطاب حركة امل حول مختلف القضايا ، وانه طالما ان الرئيس بري قادر على ممارسة العمل السياسي والشعبي فلا مرشح بديل عنه حاليا ، واي رهان على انقسام شيعي او خلاف شيعي – شيعي هو رهان في غير محله .

طبعا هناك اسئلة واشكالات اخرى يطرحها الدبلوماسيون العرب والغربيون حول الشيعة ودورهم وكيفية اعادة الاعمار والامور المالية والقرض الحسن ومستقبل حزب الله والعلاقة مع ايران والمرجعية الدينية في النجف ، وسيكون هناك فرصة اخرى للحديث عنها في مقالات اخرى.

لكن في الخلاصة ان الوضع الشيعي اليوم يشكل احد ابرز اهتمامات الدبلوماسيين العرب والاجانب الى جانب ما يجري في سوريا والتطورات في المنطقة.

قاسم قصير