العدد 1413 / 13-5-2020

مع اشتداد الازمات الاقتصادية والاجتماعية على اللبنانيين في ظل عجز الحكومة الفاضح عن كبح جماح ارتفاع اسعار السلع والخدمات الى مستويات قياسية ، ومع عودة وباء كورونا الى صدارة اهتمامات اللبنانيين بعد ارتفاع اعداد المصابين بالفيروس نتيجة عدم التزام المواطنين باجراءات السلامة ، وكذلك بسبب حالة التفلت من المغتربين العائدين الى لبنان حيث لا يتم الالتزام بالحجر الصحي لمدة 14 يوما كما قررت وزارة الصحة وهو ما ادى الى اصابات كبيرة بفيروس كورونا بين المواطنين المقيمين وصلت في يوم واحد الى 36 اصابة وهو ما قد يدفع بلبنان بالعودة الى حالة التعبئة العامة اذا استمرت حالات الاصابة بفيروس كورونا بالارتفاع ، في ظل هذه الاجواء الذي يختلط فيها الهم المعيشي بالهم الصحي لعامة اللبنانيين انفجر الخلاف بين الطبقة السياسية الحاكمة حول محاسبة بعض المسؤولين عن فضيحة الفيول المغشوش وجرى تبادل الاتهامات بين القصر الجمهوري والتيار الوطني الحر من جهة ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة اخرى على خلفية قضية الفيول المغشوش حيث تبين ان الامور تتجاوز موضوع الخلاف على ملف قضائي لتصل الى صراع مبكر على موقع رئاسة الجمهورية بين الطرفين ، وهو ما اعطى صورة سلبية جدا عن الطبقة السياسية الحاكمة التي هي في واد والشعب اللبناني وازماته الاجتماعية والصحية في واد اخر.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف لهذه السلطة المشغولة باهتماماتها ومصالحها السياسية ان تنقذ لبنان من ازماته الاقتصادية والصحية والاجتماعية ؟

في الايام القليلة الماضية انفجر الخلاف السياسي مجددا بين سعد وبهاء الحريري الذي اصدر بيانا قال فيه "انه بعد عام 2005 ذهبت غالبية السياسيين والاحزاب في لبنان الى تكديس القوة والاموال هلى حساب الوطن ومصالح المواطنين ، وعقدت التحالفات الرباعية والخماسية فكان الضحية لبنان واهله والثقة الدولية" ، واعتبر تيار المستقبل ان هذا الكلام من بهاء الحريري محاولة لاغتيال اخيه سعد سياسيا لذلك كان هناك ردا من النائب السابق مصطفى علوش على بهاء الحريري جاء فيه "من اين اتتك هذه الغيرة المفاجأة على لبنان الذي غبت عنه منذ اغتيال والدك" ، وفي نفس وقت استعار الخلاف بين آل الحريري عاد الرئيس الاسبق لحود الى الظهور اعلاميا للنيل من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال في مقابلة ان "الحريري كان تاجرا يذهب الى المكان الذي يستطيع ان يربح به" ، وقد عرض علي نصف مليون دولار شهريا من اجل شراء الضباط ، لكنني رفضت بشدة" واتهم الرئيس الحريري بأنه كان يريد التخلص من "حزب الله" في العام 1993 بالتوافق مع غازي كنعان وخدام والشهابي وانه بمواقفه افشل هذا المشروع ويبدو ان هذا الكلام مرتبط بصدور الحكم العلني في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والذي كان مقررا في 15 ايار الجاري وتأجل مؤقتا بسبب ازمة كورونا ، مع العلم ان الرئيس السنيورة بقول انه في العام 1993 تم محاصرة وزارة المالية من قبل الجيش اللبناني لانه رفض اعطاء ضباط الجيش 300 سيارة موديل 1994 فيما كان يقترح عليهم بدلا منها سيارات موديل 1993 ، وكان وقتها الرئيس لحود قائدا للجيش .

في ظل هذه الاجواء انفجر الخلاف بين القصر الجمهوري والتيار الوطني الحر من جهة ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة اخرى على خلفية محاولة توقيف رئيس شركة منشآت النفط سركيس حليس في قضية الفيول المغشوش معتبر ان "حرب الرئاسة بدأت عند جبران باسيل" مطالبا "بتحقيق شفاف وعدالة بهدف الوصول الى حكم عادل" وتوجه الى تيار الوطني الحر وجبران باسيل بالقول "عام 1989 كذبتم على الناس وكذلك عاك 1990 وعام 2005 كذبتم ، واليوم تكذبون مجددا . وصلتم الى السلطة فانكشفتم امام الناس" ، ورد مكتب الاعلام في القصر الجمهوري على كلام فرنجية بالقول :"ان من اصدق ماقاله هو "وقوفه الى جانب ناسه" سواء كانوا مرتكبين او متهمين بتقاضي رشاوى" واضاف بيان مكتب الاعلام :"في ماعدا ذلك من كلام السيد فرنجية الانفعالي ، فهو لا يمت ، في معظمه ، الى الحقيقة بصلة وفيه تزوير للوقائع وبالتالي لا يستحق الرد" .

باختصار ، هذه هي حال الطبقة السياسية والسلطة التي تحكم لبنان تاريخها قائم على الكذب والفساد وحماية مصالحها على حساب اللبنانيين ، وهو ما اوصل لبنان الى ماهو عليه الآن ، فهل تستطيع هذه الطبقة السياسية انقاذ لبنان ؟

بسام غنوم