العدد 1660 /23-4-2025
قاسم قصير

شهدت الايام الاخيرة تصعيدا إسرائيليا كبيرا على لبنان من خلال سلسلة عمليات الاغتيال في اكثر من منطقة لبنانية او عبر عمليات القصف التي طالت مناطق عديدة ، اضافة للإستمرار باستهداف القرى الحدودية وتدمير البيوت الجاهزة والمراكز الصحية والمنتجعات السياحية.

فما هي اسباب التصعيد الإسرائيلي على لبنان ؟ وهل لذلك علاقة بتقدم المفاوضات الأميركية الإيرانية؟ او لجر لبنان وحزب الله الى حرب جديدة ؟ او ان التصعيد مرتبط بالحملة اللبنانية الداخلية لنزع سلاح الحزب والمواقف التصعيدية التي اطلقها مسؤولو الحزب ردا على هذه الحملة ورفضهم مقولة نزع السلاح؟ مصادر سياسية وأمنية لبنانبة تعتبر ان التصعيد الإسرائيلي مرتبط بالعديد من الاهداف الامنية والسياسية داخليا وخارجيا ، فمن الواضح ان هذا التصعيد وخصوصا عمليات الاغتيال تهدف اولا لضرب اية بنية عسكرية أو امنية لقوى المقاومة في لبنان ، سواء لحزب الله او حركة حماس وهي تطال شخصيات فاعلة في العمل المقاوم وخصوصا بعض الشخصيات التي لها علاقة بالمقاومة في الداخل الفلسطيني ، اضافة لمنع الحزب من اعادة ترتيب بنيته العسكرية والامنية بعد ان تلقى ضربات عسكرية في الحرب الأخيرة لكنه نجح في تجاوز هذه الضربات واعاد ترتيب بنيته العسكرية والامنية والسياسية والشعبية والحزبية. وتضيف المصادر: ان التصعيد الإسرائيلي يتلاقى ايضا مع الضغوط الخارجية والداخلية من اجل وضع روزنامة محددة لنزع سلاح حزب الله وكذلك استهداف سلاح المخيمات الفلسطينية ، وجاء التصعيد الإسرائيلي الأخير بعد المواقف والتصريحات التصعيدية التي اطلقها مسؤولو الحزب وفي مقدمتهم الامين العام الشيخ نعيم قاسم والتي رفض فيها مقولة نزع السلاح ودعوته لوضع استراتيجية دفاعية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكذلك وضعه عدة شروط قبل اطلاق الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.

والملاحظ أن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير لم يلق اية ادانة من العديد من القوى السياسية والحزبية اللبنانية باستثناء بعض المواقف الرسمية للمسؤولين والتي ادانت الاعتداءات وتحدثت عن الاتصالات لوقفها ولكن دون تحديد اية الية لوقف هذه الاعتداءات او لجم التصعيد الإسرائيلي او البحث في انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة في ظل اطلاق مواقف اسرائيلية تصعيدية تؤكد البقاء في هذه المناطق المحتلة واحتمال العودة الى الحرب واحتلال اراضي جديدة.

وتتخوف بعض المصادر السياسية والامنية اللبنانية من عودة الكيان الإسرائيلي الى شن حرب جديدة واسعة على لبنان وذلك تزامنا مع التقدم الحاصل في المفاوضات الأميركية الإيرانية والتخوف الإسرائيلي من وصول ايران واميركا الى اتفاق حول الملف النووي وانعكاسات ذلك الاتفاق ايجابا على وضع ودور حزب الله في لبنان .

وعلى ضوء هذه الاجواء تتخوف هذه المصادر من زيادة التصعيد الإسرائيلي في المرحلة المقبلة مما يتطلب تحركا لبنانيا سياسيا ودبلوماسيا والعمل لتوحيد الموقف اللبناني من مختلف التطورات كي لا يستغل العدو الإسرائيلي الخلافات اللبنانية الداخلية ويقوم بتصعيد العمليات تحت عنوان استكمال الحرب لنزع سلاح حزب الله.

وتؤكد المصادر السياسية والامنية ان المطلوب اليوم رؤية لبنانية مشتركة لان اي تصعيد إسرائيلي او اية حرب اسرائيلية جديدة على لبنان لن تستهدف الحزب فقط بل تستهدف كل الدولة والعهد الجديد والحكومة وسيكون لها انعكاسات سلبية على كل الواقع اللبناني وستطيح باي مشروع لبناني للنهوض واعادة بناء الدولة ومؤسساتها.

فهل يتوحد اللبنانيون في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الجديد ؟ ام ان هناك من يراهن على حرب اسرائيلية جديدة على لبنان لانهاء حزب الله ونزع سلاحه بالكامل بعد ان فشلت الحرب الأخيرة والضغوط الداخلية والخارجية في تحقيق هذا الهدف ؟

قاسم قصير