العدد 1670 /2-7-2025

منذ فترة وحملة التحريض الاعلامي تتصاعد بوتيرة مرتفعة وغير مسبوقة، التحريض على بعض قوى الداخل، كما التحريض على سوريا وادارتها الجديدة، وكذلك العمل على بث الشائعات والاخبار المغلوطة والتحليلات التي تهدف لترهيب المواطن، ودفعه للعيش بقلق وخوف.. وتتوزع اشاعات التحريض من الحديث عن اجتياح اسرائيلي لجنوب لبنان وصولا الى نهر الاولي شمال مدينة صيدا، وربط هذا الاجتياح بهجوم من سوريا على شمال البقاع بشكلٍ متزامن..؟؟؟

هذه الاشاعات ومفردات التحريض تتكرر بشكلٍ شبه يومي، على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وعلى شاشات تلفزيونية، متعددة.. بعد مراجعة المفردات والتلميحات وطبيعة ومضمون الاشاعات التي يتم بثها، يتبين لنا ان هذا العمل منسق من قبل غرفة عمليات اعلامية تقود هذه الحملة غير المقبولة والتي تشكل خطرا على السلم الاهلي وعلى علاقات لبنان مع سوريا بشكلٍ خاص ومع العالم العربي والمجتمع الدولي..

التركيز على ان هناك اجتياح متزامن من جنوب لبنان من قبل اسرائيل، ومن شمال لبنان من قبل الجيش السوري، انما يهدف للقول ان الادارة السورية الجديدة تتعامل مع العدو الصهيوني، وكذلك يمكن القول ان هذا الفريق انما يتباكى على سقوط نظام الاسد الذي امعن قتلا واجراما طوال عقود من الزمن..كما يؤكد لنا هذا النهج الاعلامي، ان هذا الفريق الاعلامي الذي يخدم مساراً سياسياً وامنياً معيناً، كان جزءاً من الحرب الدموية التي تم شنها على الشعب السوري، قتلاً وتهجيراً وتشريداً وسجناً وتعذيباً.. وانه فقد بسقوط مجرم سوريا بشار الاسد، عمقه الاستراتيجي، ونظاماً شكل له طوال سنوات سنداً اساسياً لتمدد مشروعه وهيمنته، سياسياً وامنياً.. وكذلك القدرة على تهديد خصومه ومعارضيه..

هل يخدم هذا النهج الاعلامي التحريضي استقرار لبنان، وعلاقاته مع  سوريا والعالم العربي..؟؟

هذا التحريض الاعلامي المتواصل بعبارات مرتفعة النبرة، ومصطلحات خارجة عن المألوف، وبتهديدات غير مسبوقة للداخل كما للخارج، الهدف منه شد عصب جمهور هذا الفريق الذي يعجز عن تبرير تورطه بالقتال على الساحة السورية، وعن تفسير حقيقة دوره على الساحة اللبنانية.. والمؤسف في الامر ان من يقود ويدير ويوجه هذا الفريق الاعلامي الحاقد، اعلامي يقدم نفسه على انه مستقل ومعتدل وحواري..؟؟؟

البعض يرى ان سياسة رفع سقف التحريض الاعلامي بهذا الشكل، الهدف منه هو تبرير الرغبة في عدم الموافقة على سحب السلاح، وحصر قرار الحرب والسلم بيد الحكومة اللبنانية، كما ان هذا الفريق لا يرى لنفسه دوراً سياسياً بدون الاحتفاظ بسلاحه، الذي يستخدمه للضغط، كما لفرض الشروط، وهنا يتم استخدام الاعلام والتحريض الاعلامي كسلاحٍ بديل..!!

 

ولكن هذا النهج العدائي كما العدواني انما يمنع المباشرة باعادة الاعمار، وفي اعادة ترتيب اولويات نهضة لبنان وخروجه من ازمته المتفاقمة من الانهيار المالي الى تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان..!!

ما الذي يريده هذا الفريق من حملته الاعلامية هذه، ومن التحريض على بعض قوى الداخل اللبناني كما على الشعب السوري وادارته الجديدة بعد انتصار ثورته وخروجه من اجرام النظام البائد..؟؟

لا يمكن اعادة الثقة بين اللبنانيين اولاً، ولا بين لبنان ومحيطه العربي والدولي، بهذه الطريقة، وبهذا النهج والاسلوب، اذ يتبين مع كل اطلاله اعلامية لاحد اعضاء هذه المجموعة المكلفة بالتصعيد، ان كل ما تملكه من افكار وقراءات وتحليلات انما الهدف منها زيادة الانقسام وتعميق الخلاف.. ولا تملك اية رؤية لاعادة اللحمة الوطنية، كما ترتيب علاقات لبنان مع محيطه.. كذلك لا يملك هذا الفريق اية رؤية او خارطة طريق لمعالجة ازمة لبنان متعددة الاوجه والاشكال من مالية الى امنية وسياسية..

نتمنى على هؤلاء اعادة النظر بما يقومون به من دورٍ معيب بل مشين، ومن وقف لغة التحريض وبث الاشاعات وتوزيع الاتهامات ورفع منسوب الخلافات والانقسامات..

حسان القطب