العدد 1630 /18-9-2024
حسان قطب
التفجيرات التي استهدفت
اجهزة الاتصال.. «البيجر»..التي يستخدمها عناصر حزب الله لتجنب الملاحقة والمتابعة
الاسرائيلية، لمواقعهم ودورهم..ولتفادي عمليات الاغتيال التي تفاقمت في الفترة
الاخيرة، وطالت العديد من قادة وعناصر حزب الله، تدفع الى مراجعة وسائل المواجهة
التي نعيش تفاصيلها ووقائعها منذ اندلاع حرب طوفان الاقصى، من حيث ادوات الاتصال،
وطريقة الانخراط في الحرب الالكترونية الحديثة لحماية العناصر والامكانات وحفظ
القدرات،.. حيث شاهدنا ولاحظنا عمليات الاغتيال والاستهداف الممنهجة والتي تدل على
ان التقنيات الحديثة اصبحت غاية في الدقة مما يؤثر سلباً على عمليات المواجهة
والتصدي للعدوان الصهيوني المتمادي في مختلف الجبهات وخاصة غي غزة والضفة الغربية
ولبنان..وهذا ما يدفعنا للتوقف عند بعض الملاحظات الضرورية والاساسية:
- ان الاعتماد البالغ على التقنية الالكترونية
الغربية في مواجهة العدوان الصهيوني غير مجدي بل ويتضمن مخاطر كثيرة كالتي عشناها
مع تفجير هذه الاجهزة بلحظة قاتلة واحدة.. وهذا ما اكدته الشركة التايوانية
المصنعة عندما : (قال مؤسس شركة غولد أبوللو التايوانية هسو تشينج كوانج للصحفيين
اليوم الأربعاء إن أجهزة المناداة «البيجر» التي انفجرت في لبنان أمس الثلاثاء
ليست من تصنيع الشركة. وأضاف هسو أن الأجهزة التي تعرضت للانفجار صنّعتها شركة في
أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية. وفي سياق متصل،
أكدت وكالة رويترز للأنباء أن الشرطة التايوانية وصلت إلى مقر شركة «غولد
أبوللو»....)... كما قالت وزارة الاقتصاد التايوانية، يوم الأربعاء، إن الشركة
المصنعة لأجهزة المناداة «البيجر» التي انفجرت في لبنان يوم الثلاثاء، ترجح إدخال
تعديل على الأجهزة بعد تصديرها. وأضافت الوزارة أنه لا يوجد سجل للتصدير المباشر
إلى لبنان...
- إن الحرب الحالية والتي شارفت على انهاء عامها
الاول على مختلف الجبهات.. قد اكدت على ضرورة بناء قدرات ذاتية من حيث تأمين وسائل
الاتصال بهدف حماية المقاتلين والمدنيين.. ومنع العدو من التسلل او اختراق هذه
الاجهزة والوسائط لاضعاف قدرة المواجهة ورفع منسوب الخسائر البشرية في صفوف
المقاتلين..
- إن حجم الخسائر البشرية، والتي تتراوح بين
4000- 3000 اصابة تشكل ضربة كبيرة لقدرات حزب الله البشرية، والعملياتية، حيث لم
يتضح بعد مستوى مراكز العناصر التي اصيبت في مراتب القيادة والادارة وتوجيه
العمليات..
- إن هذه العملية غير المسبوقة يجب ان تدفع كافة
الفصائل الى مراجعة هيكليتها الادارية والامنية والعسكرية وتحديد الخروقات الامنية
داخل صفوفها لان حجم التغلغل والتسلل والوصول الى شبكة الاتصالات كما الى فريق
المشتريات.. سمح لاسرائيل بتفخيخ الاجهزة وبالتالي انزال خسائر بشرية غير مسبوقة
وبقليل من الككلفة المادية وحتى دون اعلان حربٍ او الاعلان عن مسؤوليتها عن عمليية
التفجير..
- إن المطلوب ايضاً هو مصارحة الجمهور بحقيقة ما
جرى وتبيان المخاطر التي يتعرض لها لبنان وتحديد حجم الخسائر البشرية بشكلٍ واضح
وصريح.. لان من حق الاهالي ان تعرف ما اصاب شبابها من استهداف ومن يتحمل
المسؤولية..
الخاتمة
إن الاعلان عن ان
المواجهات على الحدود الجنوبية هي عبارة عن مناوشات وعمليات اسناد.. للفصائل
الفلسطينية في قطاع غزة، كان خطأً استراتيجياً سمح للعدو بالاستعداد والتحضير
والالتفات الى استخدام كل وسيلة ممكنة لضرب الاستقرار في لبنان، واستهداف قدرات
حزب الله بكل حرية وضمن عنوان الاستراتيجية المعلنة التي لا ترفع عنوان الحرب
الشاملة او المفتوحة.. مع الكيان الغاصب..
اسرائيل تعتبر ان حربها
الحالية هي حرب وجود، وليست حرب تثبيت نقاط ومواقف والتوصل الى تسويات.. مما يعني
انها تخوض الحرب بقوة كبيرة وبالغة ومستندة الى الدعم الاميركي – الغربي، الواسع
النطاق، وتستفيد من كافة القدرات المتاحة، لتدمير خصومها وفرض شروطها وهي اعلنت
صراحةً انها تريد تغيير الواقع الحالي في مختلف جبهات المواجهة، من تعزيز
الاستيطان وتدمير البنى التحتية وحتى اقامة مساحات غير مأهولة على جانب الحدود
الفلسطيني كما اللبناني، وحجم التدمير المنهجي الذي نلاحظه يؤكد هذه الاستراتيجية
التدميرية..
لذلك يجب اعادة النظر في
الاستراتيجية الموضوعة لمواجهة اسرائيل كما في التكتيكات القتالية كما في الاساليب
التي تم اعتمادها لتخفيف الخسائر وتعزيز القدرة على مواجهة العدو وصد العدوان..
حسان القطب