العدد 1366 / 19-6-2019
أثارت وفاة محمد مرسي ،
أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيا، إدانات عربية ودولية واسعة نددت في معظمها
بأوضاع حقوق الإنسان في مصر، وطالبت بإجراء تحقيق نزيه في ملابسات الوفاة، وإطلاق
سراح كل المعتقلين.
واكتفى التلفزيون المصري، مساء الإثنين، بالقول إن مرسي
(السجين منذ الإطاحة به من الرئاسة عام 2013) توفي إثر تعرضه لنوبة إغماء أثناء
محاكمته.
عبر "تويتر"، قال أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني:
"تلقينا ببالغ الأسى نبأ الوفاة المفاجئة للرئيس السابق الدكتور محمد مرسي..
أتقدم إلى عائلته وإلى الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء".
عند الله تجتمع الخصوم
اعتبر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي (2011: 2014)،
أن "وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي في الظروف المأساوية التي رأيناها شهادة
الى الابد على صلابة الرجل وعلى شجاعته وانسانيته وتمسكه لآخر نفس بقيمه ومواقفه".
وأضاف المرزوقي، عبر "فيسبوك": وهي "شهادة
الى الابد على انعدام الحد الأدنى من الشهامة والنبل والفروسية وقيم العروبة
والإسلام عن خصومه".
ورأى أنه "إن كان هناك شك في وقوف قتلة الرئيس الشهيد
امام عدالة الأرض، فموعدهم قد ضرب منذ رابعة (مقتل المئات في فض اعتصام أنصار مرسي
بميدان رابعة بالقاهرة 2013) وقبلها وبعدها امام عدالة السماء".
وأردف: "وعند الله تجتمع الخصوم.. اما التاريخ فقد قال
كلمته في محمد مرسي وقد دخله اليوم من أوسع أبوابه".
وقالت حركة "النهضة" التونسية (إسلامية)، في بيان،
إن "الفقيد هو أحد الشخصيات المصرية البارزة، والذي تبوأ منصب رئيس الجمهورية
عقب انتخابات حرة ونزيهة".
وعبرت عن أملها "أن تكون الحادثة الأليمة مدعاة لوضع حد
لمعاناة آلاف المساجين السياسيين في مصر، وإطلاق سراحهم، وفتح حوارات بين مختلف
الفرقاء من أجل حياة سياسية ديمقراطية".
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إن مرسي هو
"رئيس الشرعية"، وقد "استشهد وهو ثابت على مبادئه".
وحملت الجماعة، "سلطات الانقلاب في مصر مسؤولية
استشهاده بعد اعتقاله لمدة سبعة أعوام من السجن الانفرادي (...) منع فيها من أبسط
حقوق الإنسان واحتياجاته".
كما حملت "المجتمع الدولي مسؤولية صمته وإقراره لجرائم
الإنقلاب"، ودعت العالم إلى "تبييض سجون الظلم من المضطهدين بسبب
مواقفهم السياسية ودفاعهم عن الديموقراطية والحرية والكرامة ورفضهم لحكم العسكر
الإجرامي".
وقالت حركة "حماس"، في بيان، إن "مرسي قدم
مسيرة نضالية طويلة، قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية
الفلسطينية".
وشددت على أن "مرسي قدم الكثير دفاعًا عن القدس والأقصى
منذ كان عضوا في البرلمان المصري".
وقالت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان، إن الرئيس
المصري السابق مرسي "قضى حياته مدافعا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية
فلسطين والقدس، والتصدي لعدوان الاحتلال الصهيوني 2012 على قطاع غزة".
وتقدمت رابطة "علماء فلسطين" بقطاع غزة، في بيان،
إلى "الشعب المصري الشقيق وإلى الشعب الفلسطيني، وإلى الأمتين العربية
والإسلامية، بخالص العزاء بوفاة الرئيس المصري محمد مرسي".
وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، عبر
"فيسبوك"، إن مرسي "تعرض لعملية اغتيال بطيئة استمرت سنوات".
وتابع أن "الاغتيال بدأ بالانقلاب على الشرعية ثم السجن
الانفرادي والمنع من أبسط الحقوق حتى الدواء".
واعتبر حمد عماري، عضو المجلس الرئاسي الليبي، المعترف به
دوليا، أن مرسي "ضرب مثلًا يحتذى به في صبره وثباته وتمسكه بمبادئه".
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني،
إن "الشهيد محمد مرسي.. قتلوه جميعا".
وأضاف الريسوني، على موقع الاتحاد: "منذ ست سنين وهو
يُعذب في السجون، وهو يساق إلى ما يسمى محاكمات مضحكات مبكيات".
وتابع: "حالة مرسي وصمة عار وإدانة للرؤساء العرب،
الصامتين الشامتين"، و"وصمة عار وإدانة للأزهر، ولكافة شيوخه".
وشدد الرئيس السابق للاتحاد، يوسف القرضاوي، عبر
"تويتر"، على أن مرسي "مات صابرا محتسبا، وقد عانى في محبسه ما
عانى، اللهم تقبله عندك شهيدا راضيا مرضيا، وعجّل بكشف الغمة عن الأمة".
قتلة مرسي
دوليا، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال كلمة له في
إسطنبول: "أدعو الله بالرحمة لأخينا وشهيدنا".
وأعرب عن تعازيه لجميع من سلك دربه، والشعب المصري، وأسرته
وأقربائه.
وأضاف: "الظالم (عبد الفتاح) السيسي، الذي وصل إلى
السلطة في مصر عبر اغتصاب السلطة والانقلاب، من خلال تجاهل الديمقراطية، وتحييد
المرحوم مرسي الذي كان رئيسًا لمصر بطريقة ديمقراطية بعد حصوله على 52 بالمئة من
الأصوات، قام بإعدام قرابة 50 مصريًا".
وتابع: الغرب بقي صامتًا حيال تلك الإعدامات، والبلدان
الأعضاء في الاتحاد الأوروبي شاركت في الاجتماع، الذي دعا إليه المجرم السيسي في
مصر، في وقت يحظرون فيه عقوبة الإعدام.
وقالت الخارجية التركية، في بيان، إن التاريخ سيذكر الشهيد
مرسي بأنه شخصية استثنائية في مسيرة نضال مصر في سبيل الديمقراطية.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عبر
"تويتر"، إن "الانقلاب (العسكري) أبعده (مرسي) عن الحكم، غير أن
ذكراه لن تمحى من قلوبنا".
وقال رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، عبر
"تويتر"، إن "مرسي سُجن، لكنه بقي حرًا أكثر من سجانيه"،
و"كان قائدا كبيرا أظهر شجاعة في الوقوف بجانب الشرعية".
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، عمر
جليك، عبر " تويتر"، إن مرسي "كان يحاكم في قاعات محكمة تخضع
لتوجيه الطغمة العسكرية، التي وصلت السلطة بعد انقلاب".
وقالت نائبة رئيس الوزراء الماليزي، وان عزيزة وان إسماعيل،
عبر "تويتر"، إن وفاة مرسي تمثل "خسارة كبيرة للديمقراطية".
واعتبر رئيس حزب "عدالة الشعب" الماليزي، أنور
إبراهيم، أنه "رغم كونه رئيسا لفترة قصيرة نسبيا فقط قبل الإطاحة به (...)،
أظهر محمد مرسي التزاما كبيرا في تحقيق إصلاحات طال انتظارها بعد عقود من حكم
الزعماء القساة والفسادين".
وشدد إبراهيم، عبر "فيسبوك"، على أن "وفاته
المفاجئة ستترك أثرًا هائلًا على كل من مصر والعالم الإسلامي ككل".
وقال رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، نهاد
عوض، عبر "تويتر": "توفى أول وآخر رئيس ينتخب ديمقراطيا في مصر،
وهو واحد من عشرات الآلاف الذين يعانون من ظروف بغيضة في مصر تحت حكم (عبد الفتاح)
السيسي الاستبدادي".
واكتفى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان
دوغريك، بالقول: "نقدم خالص تعازينا لعائلة مرسي ولمحبيه".
تحقيق ومحاسبة
دعت منظمة العفو الدولية، في بيان، السلطات المصرية إلى
"إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في ظروف وفاته (مرسي) وحيثيات احتجازه، بما في
ذلك حبسه الانفرادي وعزله عن العالم الخارجي، وفي الرعاية الطبية التي كان
يتلقاها، ومحاسبة المسئولين عن سوء معاملته".
وقالت ليا ويتسون، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية إن "الوفاة أمر فظيع،
لكنها متوقعة تماما نظرا لفشل الحكومة (المصرية) في توفير الرعاية الطبية الكافية
له (مرسي)، أو الزيارات العائلية اللازمة".
دفن مرسي فجرا بالقاهرة وسط تشديدات
أمنية
دفن محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، في الخامسة صباح
الثلاثاء بالتوقيت المحلي بأحد مقابر شرقي
العاصمة القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته، حسبما كشف محاميه، عبد المنعم عبد
المقصود.
وفي تصريحات هاتفية للأناضول، أوضح عبد المقصود، رئيس الفريق
القانوني لمرسي الذي حضر مراسم الدفن أنه "تم دفن مرسي بمقبرة المرشدين
السابقين لجماعة الإخوان بمدينة نصر شرقي القاهرة".
وأشار إلى أن أسرة مرسي حضرت مراسم الدفن، فيما لم يتمكن
مناصرو مرسي من الحضور.
وأوضح أن السلطات سمحت لـ"أسامة مرسي"، نجله
المحبوس حاليا بحضور مراسم الدفن، وكذلك زوجته وأولاده وشقيقين لمرسي.
وأكد عبد المقصود أنه وأفراد الأسرة، أتموا صلاتي فجر الثلاثاء،
والجنازة على جثمان مرسي بمسجد سجن ليمان طره (جنوبي القاهرة)، قبل أن تنتقل سيارة
تحمل الجثمان برفقة زوجته ونجله إلى المقابر شرقي العاصمة.
وأشار إلى أن الأسرة جلست قرابة الـ 3 ساعات في مستشفى سجن
ليمان طره، حيث كان يرقد جثمان مرسي وحضرت مراسم الغسل والجنازة.
وشهدت مراسم الدفن، شرقي القاهرة، تواجدا أمنيا مشددا، وسط
غياب كامل لمناصريه، نظرا للظروف الأمنية، وفق مصدر ثان مطلع تحدث للأناضول رافضا
ذكر اسمه.
صلاة الغائب على مرسي في المسجد الأقصى
أقام عشرات الفلسطينيين صلاة الغائب في المسجد الأقصى بمدينة
القدس، على الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي وافته المنية، يوم الإثنين.
وذكر مراسلون أن العشرات أقاموا صلاة الغائب على مرسي داخل
المسجد القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
وتناقل الفلسطينيون في القدس خبر وفاة مرسي، على شبكات
التواصل الاجتماعي، بشكل واسع ، بالإضافة لمقاطع فيديو لمواقف مرسي من القدس وغزة.
وفي 3 تموز 2013 أطاح الجيش بمرسي، بعد عام واحد فقط من
الحكم، فيما اعتبره أنصاره "انقلابا عسكريا"، وأطلق عليه معارضوه
"ثورة شعبية".
وقاد وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي الإطاحة بمرسي،
قبل أن يعتلي سدة الحكم منتصف عام 2014.