العدد 1666 /4-6-2025
أصيب ستة أشخاص بحروق في مدينة بولدر بولاية كولورادو
الأميركية، يوم الأحد، إثر مهاجمة شخص مسيرة تضامنية مع المحتجزين الإسرائيليين في
غزة. وقال ستيفن ريدفيرن، قائد شرطة بولدر، إن المعلومات المتعلقة بالهجوم هي
"أولية للغاية"، لكنه أشار إلى القبض على مشتبه به بتنفيذ الهجوم.
وقال مارك ميكاليك، العميل الخاص المسؤول عن مكتب دنفر
الميداني، إن المشتبه به الذي تم احتجازه، وتم تحديد هويته بأنه محمد صبري سليمان
(45 عاماً)، هتف قائلاً: "الحرية لفلسطين" واستخدم قاذف لهب يدوي الصنع
في الهجوم. ولم يتم الإعلان عن توجيه أي تهم على الفور، لكن المسؤولين قالوا إنهم
يتوقعون محاسبته "بشكل كامل"، ونُقل سليمان إلى المستشفى لتلقي العلاج
بسبب إصابة لم تفصح السلطات عن طبيعتها.
وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث لشاهد يصرخ: "إنه
هناك. إنه يلقي قنابل المولوتوف"، بينما كان عنصر من الشرطة يتقدم بمسدسه
المشهر نحو مشتبه به عاري الصدر يحمل عبوات في كل يد. ووقع الهجوم في ممر
"بيرل ستريت" الشهير للمشاة، وهي منطقة تمتد على أربع كتل سكنية في وسط
مدينة بولدر، حيث تجمع متظاهرون من مجموعة تطوعية تسمى "الركض من أجل
حياتهم" لزيادة الوعي بشأن المحتجزين الذين ما زالوا في غزة، في الوقت الذي
تستمر فيه الحرب الإسرائيلية على غزة في تأجيج التوترات العالمية وساهمت في ارتفاع
حاد في العنف المعادي للسامية في الولايات المتحدة.
وقال قادة مكتب التحقيقات الاتحادي في واشنطن إنهم يتعاملون
مع هجوم بولدر باعتباره "عملاً إرهابياً"، ونددت وزارة العدل، التي تقود
التحقيقات في أعمال العنف المدفوعة بدوافع دينية أو عرقية، بالهجوم ووصفته بأنه
"عمل عنف لا مبرر له، يأتي بعد هجمات حديثة ضد أميركيين يهود".
من جهته، قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي كاش
باتيل، الأحد، إن المكتب تلقى معلومات عن "هجوم إرهابي" في بولدر ويجري
تحقيقاً شاملاً بشأنه. ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن رجلاً ألقى
شيئاً يشبه زجاجة حارقة بدائية الصنع على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل.
وأظهر مقطع فيديو للاعتداء رجلاً عاري الصدر يحمل في يديه زجاجات رذاذ وهو يقول
"أنهوا الصهاينة" و"فلسطين حرة" و"إنهم قتلة"،
وأظهرت لقطات أخرى تصاعد دخان أسود من إحدى الحدائق.
من جهتها، قالت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي
مجموعة ناشطة يهودية، على منصة إكس، إنها "على علم بتقارير عن هجوم على
فعالية" في بولدر، وأضافت أن هذه الفعالية هي "لقاء أسبوعي لأعضاء
الجالية اليهودية للركض/المشي دعماً للرهائن".
ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن رئيس شرطة بولدر
ستيف ريدفيرن قوله: "سيكون من غير المسؤول بالنسبة لي أن أتكهن بالدوافع في
هذا الوقت المبكر". وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة أخلت عدة كتل من منطقة
المشاة التي جرت فيها الحادثة ونقلت عنها قولها إن هناك "عدة ضحايا في
الهجوم". وقال ريدفيرن للصحافيين إن "المتصلين الأوائل أشاروا إلى وجود
رجل يحمل سلاحاً والنار أُضرمت بأشخاص"، مضيفا أن الشرطة وصلت "بسرعة
كبيرة"، وأضاف: "عندما وصلنا، واجهنا العديد من الضحايا الذين أصيبوا
بجروح"، مشيراً إلى حروق وإصابات أخرى.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من قيام شخص بإطلاق النار قرب
متحف التراث اليهودي في واشنطن ما أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة
الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وأثارت هذه الحادثة حالة من الاستقطاب في
الولايات المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة بين مؤيدي إسرائيل ومتظاهرين
مناصرين للفلسطينيين.