عبد الله المجالي
إغلاق قناة الجزيرة القطرية كان أحد المطالب الـ(13) التي قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة, لرفع الحصار التي فرضته عليها.
رغم معرفتنا بامتعاض جميع العواصم العربية، باستثناء الدوحة، من قناة الجزيرة المشاكسة، لكن أن يصبح إغلاقها مطلباً علنياً ورسمياً فهذه سقطة تدل على ضعف دبلوماسية دول الحصار؛ فأي هاو في علم العلاقات الدولية يعرف أن مطلباً كهذا لن يقبله الغرب الذي يرفع من قيمة حرية التعبير، كما لن تقبله أي منظمة حقوقية في العالم.
مطلب إغلاق قناة الجزيرة كان بسبب أنها تحض على الإرهاب، وأنها استخدمت كمنصات للإرهابيين لمخاطبة العالم، هكذا تقول دول الحصار.
حتى هنا هذه التهم غامضة ومبهمة، فما الإرهاب الذي حرضت عليه قناة الجزيرة؟ ومن هم الإرهابيون الذين فتحت لهم القناة شاشتها لمخاطبة العالم؟
سفير دولة الإمارات في لندن سليمان المزروعي أجاب عن هذا في مقال له نشره في إحدى الصحف البريطانية.
يقول المزروعي وفق موقع (سي أن أن) العربي: «إن على غير الناطقين باللغة العربية معرفة أن الجزيرة باللغة العربية مختلفة عن الجزيرة باللغة الإنجليزية، الجزيرة العربية لها تاريخ بالتحريض والترويج للإرهاب». وتابع: «قامت أيضاً (الجزيرة) ببث أيدولوجيات خطيرة على امتداد العالم العربي، رجال دين استخدموا هذه القناة لنشر دعوات لاغتيال سفراء وفنانين أوروبيين.. يوسف القرضاوي الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، استخدم برنامجه على قناة الجزيرة ليدعو إلى محرقة ثانية ضد اليهود».
وأضاف: «القناة أصبحت بوقاً للقاعدة وجبهة النصرة وحماس وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية».
في الصراعات تستخدم الدول كافة أدواتها للنيل من الخصوم، وهي أدوات متوافرة، لكن عليها أن تستخدم هذه الأدوات بذكاء لئلا ترتد وبالاً عليها.
كنت أتمنى لو كان من ضمن التهم الموجهة لقناة الجزيرة أنها أتاحت لشخصيات إرهابية صهيونية فرصة مخاطبة الرأي العالم العربي، من باب المهنية وإتاحة المجال للرأي والرأي الآخر!!}