العدد 1400 / 12-2-2020
"بتعليمات
من الرئيس دونالد ترمب، نفذت الولايات المتحدة عملية ضمن مكافحة الإرهاب في اليمن،
ونجحت في القضاء على قاسم الريمي، "قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
بهذه
العبارات أعلن البيت الأبيض، في بيان، مقتل الريمي، بعد أشهر من رصد واشنطن مكافأة
عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه.
لم
يذكر البيان الأمريكي المقتضب مكان مقتل الريمي، ما أثار تضاربًا.
وذكرت
وسائل إعلام يمنية أن طائرة مسيرة أمريكية نفذت، في 31 كانون ثاني الماضي، هجومًا
على منزل يتواجد فيه عناصر من "القاعدة" في منطقة وادي عبيدة شرقي
محافظة مأرب ما أدى إلى مقتل الريمي .
بينما
ذهبت تقارير إعلامية أخرى إلى أن محافظة البيضاء جنوب شرق صنعاء، هي التي شهدت
مقتل الريمي، الذي تولى قيادة التنظيم في حزيران 2015، بعد مقتل سلفه ناصر الوحيشي،
في غارة جوية أمريكية بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت .
ضربة قاسية
يعتبر
مراقبون أن التنظيم، الذي يتخذ من اليمن مقرًا له، هو أخطر ذراع
لـ"القاعدة"، إذ يتخفى في أماكن نائية، ويتحصن في مناطق وعرة يصعب
اختراقها بسهولة.
وقال
خبير يمني مختص إن "مقتل الريمي هو أقسى ضربة يمكن أن يتلقاها التنظيم، لكنه
سيواصل نشاطه ويختار بديلًا".
وأضاف
المصدر للأناضول أن "خطورة التنظيم لا تكمن في قيادته فحسب، بل في
الأيديولوجية التي يتم تغذية عناصره بها، فهي تدفعه للاستمرار في مسار حتى النهاية".
ضعف غير مسبوق
لم
يكن التنظيم أكثر ضعفًا وانكشافًا منذ ظهوره في اليمن قبل 18 عامًا كما هو الآن،
حيث سقط أبرز قياداته والمئات من عناصره في غارات أمريكية خلال السنوات الأربعة
الماضية.
في
29 كانون ثاني 2017، هاجم جنود أمريكيون منزلًا في قرية الغيل بمحافظة البيضاء، في
أول عملية عسكرية خارجية يصادق عليها ترامب، في الأسبوع الأول من رئاسته.
استهدف
الهجوم قرية تضم نحو عشرة منازل، بينها منزل عبد الرؤوف الذهب، المشتبه بدعمه
لقادة من "القاعدة" في مناطق خاضعة لنفوذ قبيلته.
أسفرت
العمليّة عن مقتل "الذهب" مع شقيقه سلطان، بجانب 12 من عناصر
"القاعدة" وجندي أمريكي.
وكان
"الذهب"، وهو سليل عائلة من رجال القبيلة المؤثرين، ينفي انتمائه
لـ"القاعدة"، لكنّ التنظيم الذي يندر أن ينعى أحدًا من غير أعضائه نعى
"الذهب" بعد مقتله.
ويتواجد
"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" على شكل مجموعات مسلحة متخفية في الجبال
والمناطق النائية، التي لا تصل إليها الحكومة، وهي استراتيجيّة قديمة بالنسبة
لـ"القاعدة".
لكن
وجود مخبرين محليين وأجهزة استخبارات إقليمية سهل من عمليات استهداف قادة وعناصر
التنظيم، إضافة الى ما تمتلكه واشنطن من تكنولوجيا فائقة الكفاءة والدقة.
نشأة التنظم
كانت
بداية تنظيم القاعدة في اليمن مع عودة قيادات متشددة من أفغانستان، في تسعينيات
القرن الماضي.
تداعى
عدد من العائدين لتأسيس أول "تنظيم جهادي"، منتصف 1997، وهي فترة سابقة
لإعلان ولادة تنظيم القاعدة، بزعامة أسامة بن لادن.
حمل
هذا التنظيم اسم "جيش عدن- أبين الإسلامي"، بقيادة أبو حسن المحضار،
ودشن وجوده بهجمات ضد مناطق وتجمعات سياحية، واختطاف سائحين في اليمن من دول غربية.
وردت
السلطات بإعدام "المحضار"، فتولى قيادة التنظيم خالد عبد النبي، ودخل
عام 2003، في مفاوضات مع نظام الرئيس اليمني آنذاك، علي عبد الله صالح، ساهمت في
الحد من وتيرة الهجمات الإرهابية.
وفي
كانون ثاني 2009، أعلن فرعا تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية الاندماج في تنظيم
واحد تحت اسم "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، واختار اليمن مقرًا له .
وبإعلان
تأسيس التنظيم، تصاعدت وتيرة الهجمات ضد مصالح محلية ودولية في اليمن والسعودية،
وأخطرها هي محاولة اغتيال الأمير محمد بن نائف بن عبد العزيز، وكان حينها وزيرًا
للداخلية السعودية، ومسؤولًا عن ملف مكافحة الإرهاب.