العدد 1672 /16-7-2025

أظهرت بيانات جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن مليون طفل آخر أكملوا جرعات التطعيم الثلاث الأساسية ضد أمراض مثل الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي في عام 2024 مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من هذا التقدم، تنذر التغيرات الجذرية في التمويل وتصاعد الصراعات العالمية وتزايد المعلومات المضلّلة حول اللقاحات بعرقلة هذا التقدم أو حتى عكس مساره، الأمر الذي يشكل خطراً.

وقالت مديرة إدارة التطعيم واللقاحات والمستحضرات البيولوجية في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين للصحافيين "وصلنا إلى مرحلة صعبة للغاية، وأصبح من الأصعب تحقيق مزيد من التقدم لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات".

وأوضحت بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الثلاثاء، أن 89% من الأطفال الرضع على مستوى العالم، أي حوالى 115 مليون رضيع، تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي في 2024، بينما أكمل نحو 109 ملايين رضيع جميع الجرعات الثلاث لهذا اللقاح. ولكن قرابة 20 مليون رضيع لم يحصلوا على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح بما في ذلك 14.3 مليون طفل لم يتلقوا أي نوع من اللقاحات مطلقاً. وأضاف التقرير أن هذا الرقم يزيد بأربعة ملايين عن الهدف المحدد لهذا العام للبقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهداف خطة تطعيم 2030.

وأظهرت البيانات أن ربع الرضع في العالم يعيشون في 26 دولة فقط تعاني من الهشاشة أو الصراعات أو الأزمات الإنسانية لكنهم يمثلون نصف الأطفال غير المطعمين على مستوى العالم. وارتفع عدد الأطفال غير المطعمين في نصف هذه الدول على نحو سريع من 3.6 ملايين في 2019 إلى 5.4 ملايين في 2024. وقالت أوبراين "بدأنا نرى مؤشرات واضحة على التراجع، وفي دول أخرى، جموداً في معدلات تغطية اللقاحات".

ورغم التحديات، تمكنت دول عدّة من توسيع نطاق اللقاحات ضد أمراض مثل فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب السحايا والالتهاب الرئوي وشلل الأطفال وفيروس الروتا. وأظهرت بيانات أن 31% من الفتيات المؤهلات على مستوى العالم تلقين في عام 2024 جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وهي نسبة لا تزال بعيدة كل البعد عن هدف التغطية البالغ 90% بحلول 2030 لكنها تمثل ارتفاعاً كبيراً عن نسبة 17% المسجلة في 2019، كما تحسنت التغطية العالمية ضد الحصبة، ولكن معدل التغطية الإجمالي أقل بكثير من نسبة 95% المطلوبة في كل مجتمع لمنع تفشي المرض.

 

وقالت المديرة التنفيذية ليونيسيف كاثرين راسل "الخبر الجيد أننا نجحنا في توصيل اللقاحات المنقذة للأرواح إلى عدد أكبر من الأطفال، لكن ملايين الأطفال لا يزالون بلا حماية ضد أمراض يمكن الوقاية منها، وهذا أمر ينبغي أن يقلقنا جميعاً".