العدد 1690 /19-11-2025
أعلنت شبكة
"أطباء السودان" المستقلة، اليوم الأحد، أنها وثقت، استناداً إلى
معلومات طبية وميدانية، 32 حالة اغتصاب لفتيات في مدينة الفاشر ومحيطها، منذ أن
اجتاحت قوات الدعم السريع المدينة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأوضحت في
بيان أن "بعض حالات الاغتصاب حصلت داخل الفاشر بعد اجتياحها، وأخرى في أثناء
الفرار إلى مدينة طويلة".
وأدانت الشبكة
عمليات الاغتصاب في الفاشر، واعتبرت أنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي
الإنساني يرتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويكشف مستوى الانفلات
والانتهاكات الممنهجة التي تتعرض لها النساء والفتيات في مناطق سيطرة قوات الدعم
السريع، في ظل غياب أي حماية وانعدام المحاسبة".
وحمّلت
"أطباء السودان" قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم،
وطالبت بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، وتأمين حماية فورية للناجيات والشهود. كذلك
دعت إلى السماح بوصول المنظمات الطبية والإنسانية إلى المنطقة لتقديم الرعاية
والعلاج والدعم النفسي والقانوني للنساء الضحايا من دون قيود أو تهديد.
وأول من أمس
الجمعة، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشدة تصاعد أعمال العنف في
مدينة الفاشر ومحيطها بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وطالب بفتح تحقيق عاجل
في الانتهاكات المرتكبة فيها. كذلك نددت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الثلاثاء
الماضي، بـ"جرائم قوات الدعم السريع"، وأكدت أن "الاغتصاب يُستخدم
عمداً وفي شكل منهجي".
وفي 26 أكتوبر
الماضي، استولت قوات الدعم السريع على الفاشر، وارتكبت مجازر في حق مدنيين، بحسب
ما أفادت منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للسودان. وبعد
أيام أقرّ قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأن قواته ارتكبت تجاوزات
في الفاشر، وأعلن تشكيل لجنة تحقيق.
وتتفاقم المعاناة
الإنسانية بالسودان جراء تصاعد المواجهات في عدة جبهات ضمن الحرب المندلعة بين
الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل/ نيسان 2023، التي أدت إلى مقتل عشرات
الآلاف وتشريد نحو 13 مليوناً. وتسيطر قوات الدعم السريع على كل ولايات إقليم
دارفور الخمس غرب السودان، باستثناء أجزاء في شمال ولاية شمال دارفور لا تزال في
قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق باقي الولايات الـ13 المتبقية، من بينها
العاصمة الخرطوم.