رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات الغربية لحملة الاعتقالات التي تشنها السلطات ضد من تتهمهم بالتورط في عملية الانقلاب الفاشلة، وأكد أن الاعتقالات ستستمر لتطاول كل المذنبين.
وقال أردوغان إن تحذيراته السابقة ممن وصفهم بالخونة صدقت، وإن الشعب وقف ضد انقلابهم الفاشل.
وأضاف الرئيس التركي أنه إذا كان هناك مزيد من المذنبين فإن الاعتقالات ستزيد، وقال إنه ليس من حق المسؤولين الأميركيين إصدار تصريحات تنتقد الإجراءات التركية.
من جهته، عبر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن أسفه لتصريحات رئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر الذي انتقد فيها حملة الاعتقالات. وقال إن تطهير الجيش سيجعله أكثر فاعلية في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن العلاقات بين تركيا وروسيا ليست بديلاً من العلاقات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
وكان كلابر قال -في منتدى آسبن الأمني بولاية كولورادو- إن عمليات تطهير الجيش التركي بعد محاولة الانقلاب تضرّ بالتعاون في قتال تنظيم الدولة.
وفي المنتدى ذاته، كشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل عن أن عدداً من أوثق حلفاء أميركا العسكريين في الجيش التركي أودعوا السجون عقب المحاولة الإنقلابية.
وفي هذا السياق أيضاً، أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حملة التطهير، واعتبر أنها «تتجاوز كل حدود» و«لا يمكن السكوت عنها».
وقال الوزير في تصريحات صحفية «لحسن الحظ أن الانقلاب أحبط، لكن ردود الفعل الآن تتجاوز كل حدود».
يلدريم: قوة الشعب غالبة
من جهته قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن حكومته طهّرت القوات المسلحة من عناصر منظمة «فتح الله غولن» الإرهابية، مؤكداً عزمها على تعزيز قوة الجيش، واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية البلاد، بحسب قوله.
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الحكومة، خلال مشاركته في حفل تأبين شهداء سقطوا أثناء تصدّيهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة منتصف تموز الماضي، الذي أُقيم بالمركز الثقافي للمجمّع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان.
وشدّد يلدريم، على أن «قوة العدل والشعب قهرت قوة الدبابات»، مؤكداً عودة الحياة إلى طبيعتها في عموم البلاد مع استمرار مظاهرات «صون الديمقراطية»، التي يشارك فيها المواطنون كل ليلة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، في مختلف الولايات، رفضاً للانقلاب ودعماً للديمقراطية.
وذكر أن «من يساند الانقلابيين ويدعمهم، لا يقل دناءة عنهم ومن يتسامح مع الخائن يُعدّ خائناً مثله»، مشدّداً على أن «القيادة التركية ستقف في وجه الأطراف التي تسعى لخلق فوضى في البلاد، على غرار ما تشهده كل من سوريا ومصر».
وأوضح يلدريم أن «تركيا ستتعافى بسرعة من خلال إصلاحات الحكومة لتواصل مسيرتها نحو تحقيق أهدافها المنشودة بكل عزم»، مضيفاً: «سنعمل على تطهير البلاد من الإرهابيين الذين يعملون على استقطاب المجتمع واشاعة الفوضى بين أفراده».
جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله غولن» الذي يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.