العدد 1385 / 6-11-2019

هل انتقل الضغط الأميركي إلى فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، بعد تهديدات واشنطن لأنقرة إثر العملية التركية شرقي الفرات السوري؟ يُطرح هذا التساؤل في ظل معلومات توفرت عن تهديدات أميركية لفصائل في المعارضة، بوضعها على لوائح المنظمات الإرهابية بسبب دورها في العملية التركية العسكرية شمال شرق سورية، إضافة إلى تهديدات للمعارضة الداعمة للعملية بفرض عقوبات عليها أيضاً. وبحسب مصادر تركية مطلعة لـ"العربي الجديد"، فإن الائتلاف الوطني السوري المعارض تلقى أيضاً تهديداً من الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليه، غير أن مصدراً في الائتلاف نفى ذلك.

وبحسب ما كشفته المصادر التركية فإن واشنطن أبلغت أنقرة بهذه التحذيرات وبأنها ستعمل على زجّ فصائل وقيادات عسكرية من الفصائل السورية المدعومة من قبل تركيا، ضمن قوائم الإرهاب، بحجة ارتكاب هذه الفصائل تجاوزات وانتهاكات بحق المدنيين في مناطق العملية العسكرية التركية. ومن أبرز الفصائل التي جرى تهديدها بحسب المصادر، "فرقة السلطان مراد"، و"أحرار الشرقية"، و"أحرار الشام"، و"فيلق الشام"، والقيادي السابق في "فيلق الشام" ياسر عبد الرحيم، المقرب من تركيا. لكن المصادر لفتت إلى أنه بعد نقل هذا التحذير الأميركي لأنقرة، ساد هدوء نسبي في هذا الملف، ما يشير إلى مساعٍ أميركية من أجل إبقاء الأمر سيفاً مسلطاً على رقاب المعارضة، وورقة ضغط ضد تركيا في أي مفاوضات مستقبلية لتنظيم المشهد السوري.

وفي الإطار نفسه، قالت مصادر في المعارضة السورية، إن الائتلاف السوري تلقى أيضاً تهديداً مماثلاً من الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليه بسبب بيانه الداعم للعملية العسكرية التركية، وأن واشنطن لم تقبل هذا الأمر وهذا التصرف من المعارضة. وأضافت المصادر أن مفاوضات لا تزال تجري مع الجانب الأميركي في ما يتعلق بموضوع العقوبات وتصنيف الفصائل، مرجحة أن تبقى التهديدات قائمة كعامل ضغط أميركي على المعارضة، منسجماً مع ما تم طرحه للجانب التركي.

"في المقابل، نفي مصدر في الائتلاف الوطني أن يكون هناك أي تهديد من قبل الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الائتلاف على خلفية البيان الذي أصدره تأييداً للعملية التركية، موضحاً أن بيان الائتلاف صدر قبل انطلاق العملية. وأضاف المصدر أن الائتلاف اجتمع مع الجانب الأميركي منذ فترة قريبة في جنيف وكانت الأجواء إيجابية. أما في ما يخص فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، فقد لفت مصدر عسكري مطلع من المعارضة، إلى أنه سمع بتهديدات بتصنيف فصيلي "أحرار الشرقية" و"السلطان مراد" بسبب ممارسات أفرادهما خلال العملية التركية، موضحاً أن هذه التهديدات لم تشمل "أحرار الشام" ولا "فيلق الشام"، منوهاً إلى أن ياسر عبد الرحيم قد ترك "فيلق الشام" منذ أكثر من سنة وهو الآن يقود "لواء المجد" كأحد فصائل "الجيش الوطني". وكانت القيادة العامة لـ"فيلق الشام" قد أصدرت أواخر شهر آب 2018 أمراً إدارياً بإنهاء عمل عبد الرحيم في صفوف الفيلق.

ومقتل ثلاثة أطفال في قصف جوي روسي على تجمعات سكنية بإدلب

قتل ثلاثة أطفال من أسرة واحدة جراء هجمات جوية شنتها مقاتلات تابعة لروسيا الداعمة للنظام السوري على تجمعات سكنية في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وشن النظام هجمات برية وجوية على مدينة جسر الشغور، وقرى الجانودية، والشيخ سنديان، وغانية، وكفر سجنة، وسطوح الدير، ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وأفاد مرصد الطيران التابع للمعارضة السورية، أن المقاتلات الروسية استهدفت جوا قرى شيخ مصطفى، والنقير، وحسانة، وتحتايا، وبسيدا، وجبالا، والدار الكبيرة، والمشيرفة، والتينة.

وذكرت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، للأناضول، أن ثلاثة أطفال من أسرة واحدة قتلوا، وأصيب مدني آخر، جراء القصف الجوي الذي استهدف قرية الدار الكبيرة.

وارتفع عدد قتلى القصف الجوي الروسي على التجمعات السكنية في منطقة خفض التصعيد خلال الأسبوع الأخيرة إلى 12 قتيلا.

وقتل أكثر من 1300 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 سبتمبر 2018.

كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيا، أو قريبة من الحدود التركية.