العدد 1674 /30-7-2025

تتفاقم معاناة آلاف الأهالي من مدينة السويداء والنازحين إليها، ومن القرى المجاورة جنوبي سورية، وسط صعوبة الحصول على مياه الشرب والنظافة الشخصية منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات وتعطّل معظم الآبار.

ونشرت صفحات إخبارية محلية في السويداء مقاطع مصوّرة تظهر تفاقم أزمة المياه، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين وزّعت جمعية الهلال الأحمر السوري خزانات مياه في شوارع المدينة لمساعدة السكان.

وقال كمال السعدي وهو من أبناء السويداء لـ"العربي الجديد" إن الناس بحاجة ماسة لكلّ مقوّمات الحياة، فلا كهرباء ولا مياه متوفرة، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز والمواد الغذائية، وسط شحّ في كلّ الاحتياجات، وأضاف أن معظم آبار المياه التي يعتمد عليها السكان لتأمين احتياجاتهم معطلة بسبب انعدام الكهرباء والمحروقات، وبات الأفراد يتنقلون بين الأحياء، بحثاً عن أي مصدر متوفر للمياه.

أما ميساء العبد الله، وهي من سكان ريف السويداء وتستضيف عائلات نازحة، فأشارت إلى أن أزمة المياه في المحافظة ليست جديدة، لكنها تفاقمت منذ بداية المعارك والأحداث، وأضافت لـ"العربي الجديد" أن السويداء تعتمد منذ نحو عشر سنوات على الآبار الجوفية للحصول على المياه، وهناك ما يقارب 150 بئراً في المحافظة، لكن معظمها تعطّلت خلال سنوات الحرب، نتيجة مشاكل الكهرباء والفساد في المؤسّسات الخدمية للدولة.

وتابعت ميساء: "في قريتي نحو 16 بئراً كلها معطّلة، ورغم محاولة الحكومة الجديدة تأمين غطاسات لهذه الآبار، غير أنه لم يجرِ تشغيلها بعد، كما أن بعض الآبار جرى تشغيلها عبر السكان من مبادرات محلية. وبعد الهجوم الأخير على السويداء وانقطاع الكهرباء والمحروقات، توقفت الآبار القليلة التي تعمل بسبب صعوبة ضخ المياه، لا سيّما إلى الأبنية المؤلفة من طوابق مرتفعة".

ولفتت إلى أن بعض السكان يحصلون حالياً على المياه من آبار خاصّة تبيع المياه بالصهاريج، وتصل تكلفة 25 برميلاً إلى نحو 125 ألف ليرة سورية (نحو 12 دولاراً أميركياً)، وحاليّاً تضاعفت الأسعار أكثر بسبب الأزمة، وختمت بالقول: "إذا استمر الوضع هكذا، فنحن متّجهون نحو كارثة إنسانية صعبة جداً على الجميع".

 

وفي سياق متّصل، دخلت اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات وصلت من دمشق إلى السويداء، عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا، وتتألف القافلة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر من المحروقات، و2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين، إضافة إلى مواد طبية.

والقافلة هي الرابعة خلال يومين، إذ سبق أن وصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني.