العدد 1369 / 10-7-2019
شهادة أخرى يفجرها معتقل سابق بسجون النظام السوري، تكشف
جانبا مختلفا من معاناتهم، وتزيح الستار عن الأسماء التي يطلقها جلادوه على أدوات
التعذيب والاضطهاد بسجونه وأقبيته.
عماد أبو رأس؛ المعتقل الذي شهد أهوال التعذيب في سجون
الأسد، قال للأناضول إن من بين أدوات التعذيب المستخدمة، كان هناك المسماة
"الأخضر الإبراهيمي"؛ وهي عبارة عن قضيب بلاستيكي سميك أخضر اللون.
وأوضح أن القضيب يشبه ما يتم استخدامه في الصرف الصحي، وهو
من أكثر أدوات التعذيب المستخدمة في سجون وأفرع المخابرات التابعة للنظام.
وتابع أبو راس الذي قضى ثلاث سنوات في معتقلات النظام، أن
عناصر النظام ومحققيه في أفرع المخابرات والسجون هم من أطلقوا هذا الاسم على قضيب
التعذيب، "استهزاءاً بالأخضر الإبراهيمي ومهمته بين عامي 2012 و2014 كمبعوث دولي
إلى سوريا".
وخلال الفترة المذكورة، عين الجزائري الأخضر الإبراهيمي
مبعوثا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، قبل أن يستقيل من منصبه
فيما بعد عقب فشله في تحقيق اي تقدم.
ولفت إلى أنّ "عناصر النظام كانوا يقولون للمعتقلين:
هذه من منجزات الأخضر الإبراهيمي، وهم يشيرون إلى القضيب الأخضر".
وكشف أبو راس أنه تعرض للضرب بهذه الأداة في فرع المخابرات
الجوية في حمص، و إدارة المخابرات الجوية العامة في حي المزة بدمشق، ويعتبر من
أكثر أدوات التعذيب المستخدمة لدى محققي وجلادي النظام.
ولفت أبو راس إلى أن أسماء أدوات التعذيب لم تقتصر على
"الأخضر الإبراهيمي"، بل امتدت لتشمل دبلوماسيين ومراقبين دوليين، مثل
محمد الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا في عام 2011، حيث يوجد أداة
للتعذيب أطلق عليها محققو النظام اسم "الأسود الدابي".
وتابع بأن هذه الأداة "الأسود الدابي" موجودة فقط
في سجن صيدنايا (بمحافظة ريف دمشق) ومستخدمة منذ عام 2008، .
هو عبارة عن جزء من إطار سيارة، طوله متر أو متر ونصف، وعرضه
نحو 20 سنتيمتر، ويتم ضرب المعتقل فيه بكلتا اليدين نظرا لطوله وثقله، وغالبا ما
يضرب المعتقل به على قدميه.
وذكر أبو راس أن هناك أداة أخرى شهيرة أطلق عليها محققو
النظام اسم "الأشقر النرويجي" نسبة إلى النرويجي روبرت مود، رئيس بعثة
المراقبة الدولية في سوريا عام 2012.
وأوضح أن "الأخضر الإبراهيمي لا يستخدم فقط خلال
التحقيق، بل يستعمل لضرب المعتقلين كذلك خلال الذهاب للحمام، أو الدخول
والخروج" من المعتقل.