الأمان الدولي
شكلت أحداث مدينة عدن مفترق طرق في سياق الحرب الجارية في اليمن، إذ مثلت بنتائجها العسكرية والسياسية، ومواقف الدول المتدخلة، مقدمة لتحديد اللاعبين الرئيسين في أي تسويةٍ سياسيةٍ مستقبلاً، فضلاً عن تخليقها جذور اقتتال أهلي في إطار حرب شاملة. فخلافاً للمواجهات المتقطعة التي دارت بين المجلس الانتقالي والسلطة الشرعية في مراحل سابقة، فإن أحداث نهاية كانون الثاني الماضي نقلت الصراع بين الطرفين إلى مرحلة اللاعودة، كما ثبتت الانحيازات الإماراتية والسعودية واقعاً عسكرياً جديداً في مدينة عدن ومناطق الجنوب، هدف إلى نزع ما تبقى من شرعية السلطة اليمنية، مقابل تكريس أسباب الصراع بين الطرفين حالة دائمة، تهدف إلى إنهاك المجتمع اليمني، وأداة لإدارة تعقيدات الشأن اليمني في المرحلة المقبلة.