الأمان الدولي
لا بد أن المحللين الذين بالغوا في اعتبار الانقسام السني الشيعي مفتاحاً لفهم السياسة في الشرق الأوسط يحكون رؤوسهم الآن، حيث تشهد المنطقة صراعاً يهدد السياسة فيها بين دولتين سنّيتين متزمتتين (وهابيتين في الواقع)، هما المملكة العربية السعودية وقطر. يشترط تحالف تقوده السعودية على قطر الاستجابة إلى ثلاثة عشر مطلباً بحلول الثالث من تموز، ولكن لا يوجد بعد ما يشير إلى أن حكومة قطر لديها أي خطط للرضوخ لهذه المطالب. في نفس الوقت سارعت إيران وتركيا إلى نصرة قطر، وهبّتا للدفاع عنها. فهل كل ما ستنجزه السعودية هو أنها ستقوي نفوذ إيران في الخليج؟
تشتمل المطالب السعودية على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران والتوقف عن دعم جماعة الإخوان المسلمين وإغلاق شبكة الجزيرة الفضائية، أهم مصدر لشهرة الإمارة (إلى جانب ثرائها الواسع بفضل ما يتوافر لديها من غاز طبيعي). عمدت المملكة العربية السعودية إلى فصل شبه جزيرة قطر فصلاً برياً تاماً وقطعت عنها خطوط الإمداد البرية، فلم تعد تصلها المواد الغذائية القادمة من بلاد الشام إلى الدوحة عبر السعودية. كذلك حظرت الرياض وحلفاؤها (بمن فيهم مصر) على الخطوط الجوية القطرية حق التحليق في أجوائها والهبوط في مطاراتها (وهو إجراء غير شرعي ومخالف للقانون الدولي). والآن، تهدد دولة الإمارات العربية المتحدة بأن قطر يمكن أن تعزل بشكل دائم وتكون عرضة للمقاطعة الاقتصادية من قبل مجلس التعاون الخليجي بأسره.
بادر رئيس إيران حسن روحاني بالاتصال يوم الأحد الماضي بأمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليؤكد له أن مطارات إيران ومجالاتها الجوية مفتوحة أمام الدوحة، وأن إيران على استعداد لتوسيع علاقاتها الاقتصادية، وخاصة في ما يتعلق بالقطاع