هل إنكفاء سعد وتقدم بهاء عملية واحدة ؟
العدد 1498 /2-2-2022
ما زال قرار الرئيس سعد الحريري
بالإنسحاب من الحياة السياسية اللبنانية يطغى بتفاعلاته على مجمل التطورات الداخلية
اللبنانية . وقد استغرق جمع المراقبين في قراءة خلفيات الحدث المشار اليه وأبعاده ونتائجه
المفترضة ، وصولا الى طرح أسئلة عديدة عن هوية الطرف او الأطراف التي ستملأ الفراغ
الذي تركه الرئيس الحريري في الساحة إثر إنكفائه
المدوي .
وقد سجل في هذا السياق مسارعة
بهاء الحريري شقيق الرئيس سعد الى الإعلان عن عودته الى لبنان وتأكيده على خوض الغمار
السياسي حيث ان " ابن رفيق الحريري لا ينبغي له ان يترك " ما اعتبر غمز واضح
من قناة الرئيس الشقيق المنكفئ . وقد توالت الأسئلة اللاحقة عن موقف شخصيات على يمين
تيار المستقبل أو يساره مثل الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق أشرف ريفي وعدد من
النواب الحريريين الذين سيترشحون في الإنتخابات النيابية القادمة رغم إنكفاء الرئيس
سعد الحريري عنها . وعن علاقة كل هؤلاء أو بعضهم مع حركة بهاء التي اتخذت لنفسها عنوان
حركة " سوا " . والتي اجتاحت إعلاناتها الشاهقة (الباهظة التكاليف ) الكثير
من شوارع واتوسترادات المناطق اللبنانية كافة .ويمكن للبعض ان يتوغل في طرح الأسئلة ليصل الى المملكة العربية السعودية باحثا
عن الداعم المفترض لحركة بهاء الحريري داخل الحكم السعودي . الذي لم يصدر عنه أي موقف
سلبي أو إيجابي من هذه الحركة . علما أن مواقف بهاء الحريري والناطقين باءسمه في بيروت
ئىى حتى هذه الساعة تتسم بالسلبية الواضحة من حزب الله وهذا ما يشفي غليل السعوديين
الذين افتقدوا هذا الموقف في سياسة الرئيس سعد وأفقده رصيده السابق . وقد يميل البعض
الى القول أن إنكفاء سعد عن الساحة السياسية وتقدم بهاء لولوج هذه الساحة عملية واحدة
يقف خلفها معنيون بالشان اللبناني في الإدارة السعودية . وقد تزامن كل ذلك مع ظهور
ورقة العمل الكويتية المقدمة الى الحكم اللبناني والتي تحاول أن تفرض واقعا ملائما
للسياسة السعودية ومناقضا للدور الذي يلعبه حزب الله على ساحة المقاومة ضد إسرائيل
وفي الساحات الإقليمية الأخرى .
وفي سياق مواز يمكن التوقف
عند إعلان الأمين العام للجماعة الإسلامية عن خوض غمار الإنتخابات النيابية القادمة والسعي الى معالجة وضع الساحة السياسية المنفعلة
سلبا مع قرار الرئيس سعد الحريري بما توافر من أدوات ووسائل سياسية وشعبية متاحة .
وقد برزت إشارة لافتة من قبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في سياق رده
على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية عن الوضع الإنتخابي في اقليم الخروب وعن إمكانية التحالف
مع الجماعة الإسلامية هناك قائلا " لما لا ؟ والجماعة كانت ممثلة في المجلس النيابي
... " . علما أن جنبلاط يدرك أن دوائر انتخابية مشتركة أخرى تضم الحزب التقدمي
الإشتراكي والجماعة الإسلامية خارج دائرة الشوف - عالية ، في البقاع الغربي وبيروت
وحاصبيا - مرجعيون .
وقد انكب العديد من القوى
السياسية على دراسة النتائج المفترضة لإنسحاب تيار المستقبل من الإنتخابات النيابية
، خصوصا في أوساط الحلفاء السابقين لهذا التيار وفي مقدمهم حزب القوات اللبنانية والحزب
التقدمي الإشتراكي وهما فريقان سيتأثران حتما بذلك الإنسحاب . وحيث أن نتائج إنتخابات
عام ٢٠١٨ أظهرت تأثيرا داعما لاصوات المستقبليين لصالح هذين الحزبين . هذا غيض من فيض
الحسابات المختلفة لإنكفاء الحريري وانسحابه المميز .
أيمن حجازي