العدد 1511 /11-5-2022
بشكل مباشر هذه المرة فتح
الإعلام السعودي النار على الرئيس سعد الحريري من خلال صحيفة عكاظ التي قدمت
" حيثيات " الإدانة ضد ابن رفيق الحريري بعد سبعة عشر عاما من الوراثة السياسية
التي انتزع منها الغطاء السعودي منذ تشرين الثاني ٢٠١٧ . وهو ما سمي بعملية السبهان
وهو الوزير السعودي الذي رعى عملية التنكيل بالرئيس سعد الحريري آنذاك عن طريق إرغامه
على إعلان إستقالته المتلفزة من العاصمة السعودية الرياض . ولم يقف المسؤولون السعوديون
عند حدود هذا الهجوم الإعلام الواضح بل وصلت الأمور الى إطلاق حركة ديبلوماسية يقودها
السفير السعودي في بيروت وليد البخاري ...
فما كاد الإعلان عن عودة البخاري
الى مقر إقامته في اليرزة ، حتى تتالت مآدب الإفطار الرمضانية التي شملت المواقع السياسية
والدينية والأمنية والإجتماعية التي تؤكد تفعيل الدور السعودي في لبنان من جهة ، وتعاكس
الدعوة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري للإمتناع عن خوض غمار الإنتخابات النيابية الحالية
. وكانت مضامين هذه الحركة السعودية مفعمة بالدعم والتأييد لمعسكر الرابع عشر من أذار
وخصوصا لحزب القوات اللبنانية المتهم بتحريض القادة السعوديين ضد سعد الحريري . وها
هو السفير البخاري يتوجه بالأمس الى البقاع كي يعرب عن تضامنه مع القوى السياسية المناهضة
لحزب الله والمتعاطفة مع المرشحين الخارجين على قرار رئيس تيار المستقبل الذين يخوضون
غمار هذه الإنتخابات ويتلقون الدعم والرعاية من الرئيس فؤاد السنيورة . والمعروف ان
السنيورة داخل في سجال هامس ومتوتر مع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري عبر قنوات
غير إعلامية ولكنها مسموعة الصدى في الشارع والصالون السياسي البيروتي والصيداوي والطرابلسي
. وفي المقابل فإن السعوديين ما زالوا يهملون وجها نيابيا بيروتيا يرشح نفسه للقيام
بمهمات الكر والفر الإعلامي والسياسي والشارعي في مواجهة حزب الله ، ألا وهو النائب
الحالي فؤاد مخزومي الذي شكل لائحة نيابية كاملة في دائرة بيروت الثانية التي تضم ستة
مقاعد نيابية سنية شكلت على الدوام النواة الصلبة في الكتلة النيابية الحريرية من نهاية
القرن الماضي .
ويبدو أن السعوديين لن يمنحوا
غطاءهم السياسي إلا لمن سيقدم دلائل حسية ملموسة على قدرته الإنتخابية في الخامس عشر
من أيار الجاري . وهذا ما ينطبق على بهاء الحريري وعلى أشرف ريفي وعلى فؤاد السنيورة
وعلى طلال المرعبي وعلى أي شخصية سياسية تسعى الى وراثة الرئيس سعد الحريري . وتجدر
الإشارة هنا الى أن أوساط الرئيس الحريري وأوساط عمته بهية الحريري تعتبر أن نجاح دعوة
الرئيس الحريري سيبقى رهن تفتت التمثيل السني اللبناني واستمرار غياب البديل عن إبن
رفيق الحريري وحامل إرثه الأبرز سعد الدين رفيق الحريري .
ويلاحظ هنا ان صحيفة عكاظ
وفي إطار تجميع الإشارات السياسية المفضية الى القول بأفول نجم سعد الحريري ، هو تلاشي
الحضن الفرنسي الذي جدده الرئيس ماكرون في خريف عام ٢٠١٧ وحرر من خلاله آنذاك رئيس
وزراء لبنان من خلف القضبان السعودية . وهذا أمر يشكك في صحته العديد من المطلعين الذين
يقولون بأن الفرنسيين ما زالوا يحبذون الدور المعتدل للرئيس الحريري ولا يميلون الى
الأدوار الأخرى . وهم يطمحون لأن يكون سعد الحريري عنوانا قادما لتسوية ما تجمع الفرنسيين
والسعوديين والإيرانيين في قابل الأيام درءا للخيارات السلبية التي يمكن أن تترتب على
إنفراط عقد التفاهمات الكبرى في المنطقة .
وفي هذا السياق يرجح صنف من
المراقبين السياسيين في لبنان أن نجم سعد الحريري لم يأفل بعد ، وأنه سيبقى مرشحا للقيام
بأدوار لاحقة لا بد منها وهي على صلة قوية بمعالجة مصادر الطاقة في شرق المتوسط وإيصالها
الى قلب أوروبا وتذليل العقبات من أمام هذه المهمة " الدولية الجليلة "
.
بالمناسبة فإن Total شركة فرنسية نافذة في بنيان السلطة السياسية والقانونية للدولة الفرنسية
والإقتصاد الإفرنسي .
أيمن حجازي