العدد 1691 /19-11-2025
أيمن حجازي

في الأسبوعين الماضيين أقدم العدو الصهيوني على خطوتين هجوميتين على الساحة اللبنانية ، الأولى كانت في مخيم عين الحلوة عندما تم إستهداف لاعبي كرة قدم في جوار أحد مساجد المخيم ما أدى الى إستشهاد ١٣ شابا وفتى كانوا يرتادون ذلك المكان . أما الخطوة الصهيونية الهجومية الثانية تمثلت في إغتيال القائد المقاوم هيثم طبطبائي مع أربعة مقاومين آخرين كانوا بصحبته ما اعتبر استفزازا كبيرا لحزب الله أقدم عليه رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتن ياهو قبل أسبوع واحد من زيارة بابا الفاتيكان الى العاصمة اللبنانية .

إستهداف مخيم عين الحلوة علله البعض بتعليل متعدد الأهداف ولكنه لا يخلو في أحد أبعاده من الرد على إحدى عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية التي أوقعت قتيلا وبضعة جرحى من المستوطنين الصهاينة . أما إستهداف القائد المقاوم الطبطبائي ، فإن الصهاينة قد وضعوه في خانة الرد على محاولات حزب الله ومجهوداته لإعادة ترميم بنيته العسكرية . والقائد الطبطبائي متهم من قبل الصهاينة بالإنخراط في هذه المهمة الإعدادية ، ما جعل الضربة الصهيونية ضد الضاحية الجنوبية ذي بعد متصل بالحرب الإستباقية التي تشنها على الدوام الدوائر الصهيونية ضد حزب الله والمقاومة اللبنانية . تتم هذه العربدة الصهيونية تحت غطاء دولي أميركي أوروبي متين ، وفي ظل تواطؤ عربي وإسلامي رسمي مشبوه ومدان ومستنكر . وهو تواطؤ يتناغم مع العدوان الصهيوني المحتدم ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني في غزة والضفة الغربية المضطهدة . إلا ان الإستهدافات الصهيونية تتجاوز ما تم الإعلان عنه حول هجومي عين الحلوة والضاحية الجنوبية . حيث يرغب الصهاينة والأميريكيين في إيقاع لبنان في فخ تفاوض لبناني - إسرائيلي من نوع جديد . وقد حدده المبعوث الأميريكي توم باراك عندما قال : " فليتصل الرئيس جوزاف عون بنتن ياهو هاتفيا " ...

ماذا يعني كلام باراك ؟

يعني أن التفاوض المطلوب والمتوخى أميريكيا وإسرائيليا يجب ان يكون خاليا من الشروط والمطالب التي يفرضها القرار الدولي ١٧٠١ او إتفاقية وقف الأعمال العدائية المعلنة في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ . فلا ينبغي طرح موضوع الإنسحاب الصهيوني من الأرض اللبنانية ولا موضوع تحرير الأسرى ولا أي نقطة من النقاط التي تضمنتها ورقة توم براك نفسه . فالتفاوض المطلوب خال من أي شروط مزعجة لإسرائيل مربى الدلال الأميريكي والدلع الأوروبي الفاقع اللون .

إن هذه الضربات العسكرية الصهيونية تهدف الى الضغط على الدولة اللبنانية والى خنق بيئة المقاومة اللبنانية والى تغليب الصورة السياسية والأمنية التي يراد إنتاجها وتعميمها في الشرق الأوسط والقائلة بأن دولة إسرائيل هي سيدة الموقف وحارسة البحار والمضائق والممرات الإستراتيجية والمتعددة . وأن لا كلمة تعلو فوق كلمتها ولا راية تشهق فوق رايتها . وفي المقابل تقف المقاومة في لبنان وفي فلسطين ثابتة صلبة لتنال من الصهاينة في الضفة الغربية وغزة ، ولتنال منهم في لبنان من خلال صمودها ورفضها الخضوع والرضوخ للمطالب الصهيونية بإلقاء السلاح .

فالمقاومة لم تلقي السلاح لا في غزة ولا في لبنان .وهي على الرغم من العنجهية الصهيونية والغطرسة الأميريكية تخشى الرد المقاوم فترسل الى لجنة الميكانزم بتعهد بإنتهاء عملية قصف الضاحية في حال امتنع حزب الله عن الرد على إغتيال القائد الطبطبائي وفي ذلك إعتراف ضمني بقوة المقاومة وردعها الكامن وقدرتها المميزة على التصدي للكيان الغاصب.

أيمن حجازي