العدد 1545 /11-1-2023
أيمن حجازي

دخل لبنان استاتيكو الشغور الرئاسي ، وراحت الكثرة من النخب الإعلامية والسياسية تتنسم أخبار الخارج وتبحث في آفاق اللقاء الموعود المفترض إنعقاده في العاصمة الفرنسية منتصف الشهر الحالي وفق معلومات لم تؤكدها أية جهات رسمية معنية بهذا الإجتماع . والجهات المعنية هنا هي الولايات المتحدة الأميريكية وفرنسا والمملكة العربية السعودية التي سبق لها وأصدرت بيانا مشتركا بشأن الوضع اللبناني ، منذ حوالي الشهرين أكدت فيه على ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة " إصلاحية " جديدة مع التمسك بدستور الطائف . وقد جرى الحديث عن إمكانية إنضمام قطر الى ذلك اللقاء المفترض الذي يطلب منه إيجاد حل للمعضلة اللبنانية الحالية المتمثلة بشكل رئيسي بالشغور الرئاسي .

وقد وعد البعض نفسه بحصول تطور جزئي في موقف التيار الوطني الحر ، من خلال خروجه من خيار " الورقة البيضاء " الى طرح إسم ما غير جبران باسيل الذي لم يجد حتى الآن ملاذا آمنا يقدمه كمرشح رئاسي مقبول . وعلى الرغم من فقدان هذا الملاذ الآمن فإن باسيل يمتلك قدرة فائقة على الصمود والإصرار على أحقيته في إحتلال موقع الحزب المسيحي الأول الذي يفترض أن تكون مقاليد الرئاسة اللبنانية في يده .

ويبدو على الدوام أنه في وضع معنوي متميز ، خصوصا أنه يحظى على الدوام على دعم مطلق من الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون . وهذا ما يعتبره البعض المراقب بمثابة القوة الذاتية التي لا تعترف بالصعوبات الداخلية والخارجية المتراكمة وكفيلة بسد طريق قصر بعبدا في وجهه . إلا أن بعض القريبين من التيار الوطني الحر يعتبرون أن الذي كسر ظهر الرجل هو فقدان الحليف الأقرب ممثلا بحزب الله الذي يميل بشكل واضح الى خيار سليمان فرنجية في رئاسة الجمهورية اللبنانية . ويتراكم عتب هذا التيار ورئيسه ويتضاعف ، عندما يعتبر هؤلاء أن عوامل ضعف جبران باسيل المرشح في العواصم الدولية هي علاقته بحزب الله وتحالفه معه .

وفي المقابل يرتضي الفريق المسيحي الآخر ممثلا بحزب " القوات اللبنانية " وحلفائه ، أن يستمر في رفض الحوارات المطروحة الممهدة لإيجاد تسوية رئاسية جديدة .

وحيث يستمر السير بالنائب ميشال معوض مرشحا رئاسيا لا يمتلك الأكثرية الإنتخابية التي تخوله الوصول الى سدة الرئاسة الأولى . وهذا ما يؤمن لرئيس حزب "القوات" منصة لإطلاق حملاته السياسية والإعلامية على حزب الله وحلفائهم متهما إياهم بالتعطيل والوقوف خلف الشغور الرئاسي المذموم . ويبقى الخرق الوحيد فيي سجل التوقعات والتنبؤات محصورا في ما قاله الديبلوماسي الأميركي شينكر من أنه يتوقع حصول إنتخابات رئاسية لبنانية بعد ثلاثة أو أربعة أشهر ،وذلك في ظل الحديث عن اختيار قائد الجيش العماد جوزف عون لسد الشغور الرئاسي . ويلاحظ هنا أن الفيتو الذي أعلنه النائب جبران باسيل في وجه العماد عون لم يكن مجديا ولا فاعلا ، حيث استمر طرح اسمه في عدد من المحافل الدولية . وهذا ما قد يترجم مبادرة يقدم عليها أحد الأطراف الدولية في قابل الأيام خلال لقاء باريس المفترض على أن يتم طرح الموضوع من خلال تسوية أوسع تشمل الإتفاق عل اسم لرئيس الحكومة المقبل المفترض مشاركة رئيس الجمهورية العتيد في انطلاقة عهده .

أيها اللبنانيون انتظروا الترياق من خارج الحدود . أما حليب الأطفال الذي رفع عنه الدعم فلا يأمل أحد منكم بعودة أسعاره الى سابق عهدها ... برئيس او من دون رئيس ... بشغور أم بعد زوال هذا الشغور ... ان كتب له الزوال .

أيمن حجازي