العدد 1546 /18-1-2023
أيمن حجازي
توجه الأمين العام لحزب الله
السيد حسن نصرالله هذه المرة مباشرة لمخاطبة المسيحيين اللبنانيين ، وتناول في خطابه
الأخير مقولة البطريرك الماروني بشارة الراعي التي طرحها في عظة الأحد الماضي ، التي
تحذر من تعمد إحداث الفراغ في المواقع المسيحية الرسمية اللبنانية ، ثم تطرق الى معضلة
إنعقاد الحكومة واعتراض التيار الوطني الحر وغيره من الجهات المسيحية على هذا الإنعقاد
في ظل الشغور الرئاسي . وقد عالج السيد نصر الله كلا الأمرين بهدوء مميز وبتوضيحات
مسهبة تهدف الى الحفاظ على الهدوء النسبي القائم بين بكركي وحارة حريك من جهة ، وعلى
التمسك بالتحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر ... من خلال تفاهم السادس من شباط
٢٠٠٦ أم من خارجه، حيث تستمر المشتركات السياسية
المحلية رغم كل التباينات القائمة بين الطرفين .
... وقد أكد الأمين العام
لحزب الله أن لا أحد من الأطراف الإسلامية راغب بقيام أي شكل من أشكال الشغور في المواقع
المسيحية ، أو الإستمرار بهذا الشغور إن هو حصل . وكان وفد قيادي من حزب الله برئاسة
رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابراهيم أمين السيد قد زار بكركي لتقديم التهنئة الميلادية قبل حوالي
أسبوعين . وقد حرص الوفد في نهاية اللقاء على تعميم أجواء إيجابية للقاء في مواجهة
سلسلة من الأسئلة الإعلامية الإستفزازية التي كانت تهدف الى تحميل حزب الله مسؤولية
الشغور الرئاسي . وتعتبر اوساط حزب الله أن تحميل الحزب مسؤولية هذا الشغور غير منطقي
وغير صحيح في ظل الخلاف الجذري بين القوتين الرئيسيتين المسيحيتين ممثلتين بالتيار
الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية . وهما حزبان يخوضان حربا ضروسا (سياسية وغير سياسية
) منذ أكثر من ثلاثين عاما ، ولم تفلح كافة الجهود السياسية والكنسية للحد من حدة هذه
الحرب . ولم يزد تفاهم معراب الذي وقع بين الرئيس ميشال عون وسمير جعجع في بداية عام
٢٠١٦ الا تعقيدا حيث اتهم كل طرف الطرف الآخر بالغدر والكذب والخيانة.
لا يريد حزب الله ، وليس من
مصلحته أن يثير البيئة المسيحية أكثر ، فما تفعله الماكينة الإعلامية لحزب القوات اللبنانية
وبقايا الرابع عشر من أذار كبير وضخم جدا وهو يهدف الى شيطنة حزب الله وتهديم كل الجسور
معه . ومن الطبيعي أن يترتب على عمل هذه الماكينة المعززة ببعض الأوساط الدينية المسيحية
، افتعال بون شاسع شيعي - مسيحي يهدد النسيج الإجتماعي اللبناني أيما تهديد . ولذلك
كان الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله مركزاً على الموضوع الكبير على الساحة اللبنانية
. وهو موضوع أكبر من إنتخابات رئاسية مفقودة وشغور رئاسي مفقود وحكومة تتولى الصلاحيات
الرئاسية الضائعة ... حيث يتم تهديد ما يمكن أن يسمى " الوحدة الوطنية اللبنانية
" بإمتياز .
من جهة أخرى كان السيد نصر
الله واضحا لجهة اعتبار أن الحكومة الحالية لها حق طبيعي بعقد جلسات واجتماعات تتصدى
فيها للمهمات المتوجبة . وهذا ما سيزيد الشرخ مع التيار الوطني الحر الذي ما فتىء يطعن
بدستورية هذه الحكومة وعدم ميثاقيتها ويقاتل من أجل إحباط أي اجتماع حكومي . وقد لوحظ
في هذا السياق أن حزب القوات اللبنانية وقف الى جانب التيار الوطني الحر في الإعتراض
على انعقاد الجلسة الحكومية الأخيرة التي رأى الحزب أن جدول أعمالها قد تجاوز ما هو
ضروري وطاريء وملح . ما يضفي طابعا طائفيا إنقساميا على هذا الموضوع الحكومي الذي لن
يسمح حزب القوات لغريمه العوني أن يظهر بمظهر المنافح والمدافع عن حقوق المسيحيين في
بنيان السلطة السياسية اللبنانية .
في هذا الوقت يلهو البعض في
بعض التسالي الشيقة عبر طرح أسماء رئاسية شتى ، فتظهر على ساحة الترشيحات لائحة جديدة
- قديمة يبرز منها : جهاد أزعور ... ناجي البستاني ... زياد بارود ... وآخرين . ولكن
الملاحظ أن الأسماء النسائية قد غابت تماما عن هذه الائحة... ما ينبغي أن يدفع بالمعنيين
بالدفاع عن حقوق المرأة أن يشهروا سيوفهم ويعلنوا الحرب الحاسمة والحازمة عل هذا التغييب
المذل للأسماء النسائية عن تلك اللائحة البيضاء .
أيمن حجازي