العدد 1671 /9-7-2025

خيب توماس براك آمال الكثير من قادة معسكر ١٤ أذار السابق ، من خلال ترحيبه بالرد الرسمي اللبناني الذي صاغه الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام . وقد أصيب البعض بالإحباط ، لولا أن الرجل ذهب الى معراب كي يعدل الصورة قليلا ويبعث الأمل في قلوب الحيارى الطامحين الى نزع سلاح حزب الله بالسيف الأميركي المسلط على رقاب أركان السلطة اللبنانية . فهؤلاء دأبوا على الترويج لتهديدات أميريكية واوروبية شتى تطال لبنان مضافة الى التهديدات التقليدية الصهيونية وذلك في حال عدم تجريد حزب الله من أسلحته . وقد وصل الأمر ببعضهم ( فارس بويز ) الى القول بأن سلاح حزب الله إما ان يتم نزعه لبنانيا أو عبر افيخاي أدرعي .

وفي حركة فيها تطاول على رئاسة الجمهورية دعا نائب الأشرفية نديم الجميل الرئيس جوزاف عون لأن يشد حاله ... وأن يخضع لمشروع القوى المحلية المعادية للمقاومة اللبنانية والمتناغمة مع بعض متطرفي السياسة الخليجية . ويجنح هؤلاء في مواقفهم الى حدود الإندفاع نحو ترجيح تصادم ما بين الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية وتفضيل هذا الخيار على غيره من الخيارات المتاحة . ويأتي في طليعة هذه الخيارات ، ماحدده الرئيس جوزاف عون حول التحاور مع حزب الله والثنائي الشيعي حول تطبيقات عملانية لخطة حصرية السلاح وما يتطلبه ذلك من إستحضار سياسي وديبلوماسي ضاغط على الكيان الصهيوني الذي :

ما زال يحتل جزء من الآراضي اللبنانية التي بقيت في حوزته وتحت سيطرته بعد تحرير أيار ٢٠٠٠ وأهمها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر ، فضلا عن النقاط الخمس الذي استحدثها الجيش الصهيوني في نهاية عام ٢٠٢٤ .

ما زال ينفذ إعتداءاته ضد كافة المناطق اللبنانية من شمال لبنان الى جنوبه ومن بقاعه الى عاصمته ( خلدة مثالا ) فضلا عن الضاحية الجنوبية لهذه العاصمة .

مازال الجيش الصهيوني يحتفظ بالعديد من الأسرى الذين أخذوا من الميدان كمقاومين مقاتلين يدافعون عن حرية أرضهم ووطنهم . او الذين أخذوا كمدنيين والبعض منهم كان في منتجع سياحي عندما تم اعتقالهم.

هذه العقلانية الرئاسية هي التي تحكم الخطة الرئاسية اللبنانية المتناقضة مع جموح طائفي حاقد يؤمن التغطية اللبنانية للخطوات العسكرية والأمنية الصهيونية الفاعلة على الساحة اللبنانية . وتظهر العلاقة بين الرئاسة اللبنانية والمقاومة اللبنانية حتى هذه الساعة ، على قدر كبير من التناغم خصوصا أن الرئاسة اللبنانية وقيادة الجيش اللبناني يلمس بشكل جدي مدى إنضباط المقاومة وإلتزامها بما يفرضه عليها إتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان والكيان الصهيوني الذي أعلن عنه في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي .

 

هل انحاز الموفد الأميركي توماس براك الى خطة رئيس الجمهورية وقيادة الجيش المتأنية في تنفيذ خطة حصرية السلاح في مواجهة قوى الجموح والتشنج والحماسة لتنفيذ الرغبات الأميريكية والصهيونية المعادية ؟ أم أن طبيعة المرحلة التي شرعنا بها إثر توقف حرب الإثني عشر يوما بين الصهاينة إيران تفرض على الإدارة هدوء نسبيا على الجبهات الأخرى في المنطقة ؟

أسئلة ينبغي التأني قبل الإجابة عليها . ولكن الثابت أن الموفد الأميركي توماس باراك كان أكثر أعتدالا وتعقلا من موتوري السياسة اللبنانية الذين لا يعبأون بإعادة تلطيخ سجلاتهم العدلية بتقديم خدمات مجانية للعدو الصهيوني وبالحقد الأعمي ضد مقاومي لبنان وغزة وفلسطين أشرف الشرفاء في هذه الأمة.

أيمن حجازي