العدد 1644 /25-12-2024
ايمن حجازي

تقدم العماد جوزف عون في طريقه الى قصر بعبدا ولكنه لم يحسم المعركة ، لا هو ولا المؤيدين الإقليميين والمحليين له . فما حصل كان ترشيحا للجنرال من قبل قوة سياسية درزية ، ما أثار حفيظة بعض الأجواء المسيحية التي اعتبرت أن هذا الترشيح الجنبلاطي يمثل تدخلا في الشؤون المسيحية اللبنانية الداخلية . والحقيقة أن المعادين لوصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة لا يحتاجون الى ما يثير الحفيظة الطائفية المارونية . ولكنهم وجدوا في هذا الترشيح ذريعة للتعبير عما يجيش في صدورهم من حنق مبيت على هذا الترشيح . وهذا ما اعتبر إضرارا في معركة عون التي تواجه عدة تحديات محلية .

ويضاف الى هذه التحديات المحلية اضطراب وتلعثم خارجي في الدفع باتجاه إنتخاب العماد رئيسا للجمهورية . وذلك من خلال الموقفين الأميركي والسعودي الرماديين . فالولايات المتحدة لم تقل كلمة حاسمة في هذا الموضوع رغم كل المديح والثناء والإطمئنان التي يهمس بهم عددا من مسؤولي الإدارة الأميركية . وما زاد من الطين بلة ، تصريح صادر عن أحد المستشارين المقربين من الرئيس الأميريكي المنتخب دونالد ترامب ( مسعد بولس ) وعبر فيه عن رغبة في عدم حصول الإنتخاب الرئاسي في جلسة التاسع من كانون الثاني القادمة . ويعتبر البعض ان خلفية هذا الموقف الترامبي ، هي أن إنتخاب الرئيس المفتقد للجمهورية اللبنانية منذ أكثر من عامين قد يؤدي الى تخفيف الضغط عن حزب الله . وأن هناك رغبة أميريكية لتحويل القرار الدولي ١٧٠١ الى أداة عملية لإحداث مزيد من التضييق على حزب الله الذي يعتبر أن ال ١٧٠١ لا ينص الا على إخلاء منطقة جنوب نهر الليطاني من السلاح المقاوم . وأن تعميم حالة جنوب الليطاني على مجمل الأراضي اللبنانية يمثل طموح أميركي ترامبي - صهيوني مشترك . ويتكأ هذا الطموح الى تطور الأمور في سورية حيث تمكن الصهاينة من استغلال الوضع المستجد وسقوط النظام هناك لإحداث توغلات إسرائيلية برية والى أنشطة جوية هائلة هدفت الى تدمير البنى الأساسية للجيش السوري . وقد تناغم مع هذا الطموح الأميركي - الصهيوني جمع من القوى السياسية اللبنانية التي سعت وتسعى الى إنهاء وجود المقاومة اللبنانية والتخلص من كافة تأثيراتها السياسية المعادية للكيان الغاصب ومن كل تأثيراتها السياسية المحلية .

أيمن حجازي