العدد 1567 /14-6-2023
أيمن حجازي

يوم الجمعة المقبل يلتقي في باريس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حيث تؤكد المصادر المطلعة أن الموضوع اللبناني سيكون على جدول أعمال هذا اللقاء . ويوم الجمعة المقبل تلتقي وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف دولريان للتباحث في المهمة الملقاة على عاتق الرجل والمتمثلة بإجتراح حل تسووي لمعضلة الرئاسة اللبنانية التي دخلت في غوما الشغور منذ تشرين الأول الماضي . وهذا ما يطرح السؤال عن جدوى إنعقاد جلسة الإنتخاب النيابية التي يحتشد فيها ممثلو الشعب اللبناني المنتخبين تحت قبة البرلمان وليس فيهم رجل واحد مقتنع بأن هذه الجلسة ستفضي الى إنتخاب الرئيس العتيد الموعود .

الجميع يعتقد أن الجلسة عقيمة وأن المرشحين الأساسيان سليمان فرنجية وجهاد أزعور لن ينالا الأكثرية التي تخولهم دخول قصر بعبدا وأن المطلوب جهد خارجي يبذل فيه الأسياد جهودهم غير المضنية لإعطاء إشارات للأتباع المحليين كي يتم إختيار من يظن نفسه "سعيد الحظ" كي يترأس جمهورية جهنم العظيمة . ولكن الحماسة قد فعلت فعلها في المعسكرات المتقابلة ، وأعد الشباب العدة ورفع معسكر الرابع عشر من أذار (أو ما تبقى من هذا المعسكر) شارات النصر بعد أن أرغم التيار الوطني الحر وجبران باسيل على التقاطع مع الآخرين في اختيار جهاد أزعور كمرشح رئاسي معتمد . وهذا ما أحرج رئيس المجلس النيابي نبيه بري ودفعه الى الدعوة الى جلسة الرابع عشر من حزيران الجاري . لقد استنفر الفرقاء جميعا قواهم المعنوية والمادية من أجل تأكيد الأحجام وتثبيتها بعد أن تبين أن لا فرصة متاحة لإنتخاب رئيس . وبات الجميع معني بحماية وصيانة ممتلكاته السياسية فلا يسمح لأحد في حمأة المواجهة أن يصادر أيا من هذه الممتلكات أو ان يتم وضع اليد عليها . كما هو حاصل مع جبران باسيل الذي طلب من حزب الله عدم التدخل في شؤون التيار الوطني الحر الداخلية بعد أن تبين أن خمسة من النواب العونيين يعترضون على دعم باسيل لجهاد أزعور . لقد وصل الأمر في إطار الحشد والحشد المضاد ، أن عمدت الإذاعة الناطقة بإسم حزب الكتائب الى بث نداءات تخاطب فيها النواب المحايدين كل حسب منطقته الإنتخابية من أجل الضغط عليهم والتصويت لمصلحة المرشح جهاد أزعور . فنواب الأشرفية يجب ان يتذكروا معارك الأشرفية والنواب السنة يجب أن يستعيدوا ذكرى السابع من أيار بكل إيحاءاتها المذهبية المتفجرة وذلك في سبيل الحشد ضد فرنجية . وفي المقابل كانت المنابر المواجهة غنية بالمواقف القوية التي لا تخلو من إدانات لكل مرتبط بالأجنبي وبالجهات الخارجية المتدخلة في الشأن اللبناني . ولكن الهمس الحقيقي داخل التيار يحكي لغة أخرى مفادها أن تأييد أزعور ليس إلا وسيلة للتخلص من سليمان فرنحية ، وأن باسيل يتكل على حتمية لجوء الثنائي الشيعي الى تعطيل نصاب الجولة الثانية من جلسة الرابع عشر من حزيران . وأن بعض هذا الهمس وصل الى حدود القول بأن هذا الأمر متوافق عليه حتى مع القوات اللبنانية وسمير جعجع . وهكذا يصبح رهان المؤيدين لجهاد أزعور على حتمية لجوء حركة أمل وحزب الله ومؤيدي المرشح سليمان فرنجية الى تطيير النصاب ، ولأن معظم هؤلاء المؤيدين ليسوا مع أزعور من بجدية وإخلاص وإقتناع .

المهم ان الساحة تشهد دبكات مختلفة وحامية الوطيس ، وأن البلد ما زال في غرفة العناية الفائقة حيث الأطباء الإقليميين والدوليين غير مستعدين حتى هذه الساعة الى الدخول الى غرفة العمليات وإجراء الجراحة المطلوبة ... ويلاحظ هنا أن بيان مجلس التعاون الخليجي قد تضمن إشادة واضحة بالجيش اللبناني ما قد يشير الى موقف سعودي ضمني بالميل الى ترشيح قائد الجيش جوزف عون للرئاسة الأولى وهو ما قد يتضمن تفاهم مستجد بين السعودية وقطر اللتين يتنظران نفاذ الوقود من الماكينة الفرنسية اللتي رجحت صيغة سليمان فرنجية - نواف سلام طوال الأشهر الماضية . كما أن تأكيد بيان مجلس التعاون على أحادية السلاح في لبنان قد يشير الى أن التوافق السعودي - الإيراني لم يصل الى الساحة اللبنانية إلا في حدود رفع الفيتو عن سليمان فرنجية ليس إلا . وأن ذلك التوافق لم يتجاوز حدود تثبيت هدنة اليمن وتمرير موسم الحج بطمأنينة وهدوء .

في هذا الوقت يبدو أن هناك أطرافا سياسية مصرة على التوغل في الدعوة الى مشاريع الفدرلة ولبنان الإتحادي ما يشكل عودة الى بدايات الحرب الأهلية اللبنانية والى الطروحات التقسيمية التى دغدغت أحلام البعض ولا زالت . والشغور الرئاسي يراد أن يكون ممرا ومعبرا لهذه الدعوات التقسيمية المتنكرة بالفدرلة والإتحادية ...

- الولايات اللبنانية المتحدة

- الإمارات اللبنانية المتحدة

- القبائل اللبنانية المتحدة

أيمن حجازي