العدد 1624 /6-8-2024
ايمن حجازي

ما زال لبنان والمنطقة تحت وطأة عمليات الإغتيال الصهيونية التي طالت الأسبوع الماضي القائد اسماعيل هنية في طهران والقائد فؤاد شكر في بيروت ، حيث انشغلت الدوائر الإقليمية والعالمية في دراسة ردود الفعل المنتظرة على هذه العمليات . علما ان العدو الصهيوني كان قد وسع هوامش إعلاناته عن عمليات الإغتيال تلك ليعلن عن استشهاد القائد محمد ضيف قبل حوالي الأسبوعين دون أن تؤكد مصادر المقاومة الفلسطينية صحة هذا الخبر من عدمه . وهذا ما جعل المنطقة تعيش حالة إنتظار شاملة أربكت خلالها الحياة الإقتصادية والمالية والصحية داخل الكيان الصهيوني و انعدمت فيها حركة الطيران المدني في عدة دول من دول المنطقة .

في الوقت الذي أعلن فيه عن إستدعاء عدد من القطع العسكرية البحرية الكبرى وحاملات الطائرات التابعة للأساطيل الأميركية والغربية المتنوعة التي احتشدت دفاعا عن الكيان الغاصب المهدد بضربات ما من إيران ولبنان والعراق واليمن . وقد أدى كل ذلك الى إرباك في عدد من البورصات العالمية ومن ضمنها وفي طليعتها البورصة الإسرائيلية التي انضمت الى باقي البنى الإجتماعية والإقتصادية المهددة في فلسطين المحتلة . هذا فضلا عن الإجراءات الإحترازية الأخرى التي اتخذت داخل الكيان الصهيوني . ويلاحظ ان الأحداث العسكرية قد انحصرت في قصف القاعدة الأميريكية في قاعدة عين الأسد في العراق حيث اعترف البنتاغون بوقوع عدد من الإصابات ، بالإضافة الى توسيع حزب الله لعمق الجبهة المفتوحة في شمال فلسطين ووصول طائراته المسيرة الى حدود نهاريا وعكا ... وقد شاء رب موسى وهارون أن يؤدي سقوط أحد الصواريخ الصهيونية الإعتراضية في نهاريا الى وقوع إصابات مدنية قبل ان تبدأ صواريخ المقاومة اللبنانية بإستهداف المدنيين الصهاينة في شمال فلسطين .

ومن خلف الكواليس نشطت حركة الديبلوماسيين الأوربيين والأميريكيين في محاولة دؤوبة للحؤول دون صدور ردود فعل لبنانية وإيرانية على جريمتي إغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر . وكانت المحاولة الأميريكية اللأخلاقية مدوية عندما سعت الإدارة الأميريكية الى مقايضة وقف النار في غزة بإلغاء ردود فعل القوى المقاومة المفترضة على عمليات الإغتيال المشار اليها .

وعلى الرغم من المخاوف الكبرى التي تصاعدت في الأسبوع الأخير من وقوع حرب شاملة ، فإن مراعاة السقوف العسكرية العالية لا تزال قائمة ، حيث يترافق الإصرار على حتمية الرد على جرائم الإغتيال مع الحرص على عدم إدخال المنطقة في أتون حرب إقليمية كبرى تهدد السلم العالمي وتأتلف مع حروب أخرى في دول العالم وفي مقدمها الحرب الأوكرانية - الروسية لتشكل مقدمة لحرب "عالمية" جديدة . وهذا ما يدخلنا في عالم التنبؤات الفلكية الرائجة في العديد من الأوساط الشعبية العالمية . وقد توجت حركة حماس بالأمس هذا الإحتدام السياسي والميداني من خلال إعلانها عن إختيار يحي السنوار قائدا جديدا لها ورئيسا لمكتبها السياسي خلفا للشهيد اسماعيل هنية . وينبع هذا الإحتدام المشار اليه من صلابة السنوار وموقعه الحالي الذي يرجح ان يكون قائما في أنفاق غزة الجهادية التي تذيق الصهاينة المحتلين المر والعلقم في المواجهات القائمة . ولا تسهل عملية خروج الصهاينة من مستنقع غزة الذي غرقوا فيه . فالسنوار يكد ان يكون قائدا أسطوريا مرشحا لخوض أقسى المغامرات وتحقيق منجزات تقرب من المعجزات . والله على كل شيء قدير . إن لله رجال إذا أرادوا أراد والحمد لله رب العالمين .

ايمن حجازي