العدد 1686 /22-10-2025
ايمن حجازي

سياسة تخويف الشعب اللبناني من الجيش الصهيوني وجرائمه المفترضة ضدنا تناوب على اللجوء اليها العديد من الأطراف المحلية والدولية خلال العام المنصرم . فقد اعتمد هذه السياسة جمع من القوى السياسية اللبنانية الملوثة بعلاقات سابقة مع الإحتلال الصهيوني ، ولعبوا على وتر الإشفاق على شيعة لبنان من المقاومة وسلاحها اللذين عادة مايجلبان الخراب والدمار لأهل الجنوب والبقاع والضاحية قبل غيرها من المناطق اللبنانية . وكان هناك تفنن إعلامي في أداء هذا اللعب أو التلاعب .

وقد تم اللجوء الى العمل الإعلاني لترجمة وتنفيذ متطلبات هذه السياسة ، حيث تم اللجوء الى الذكاء الإصطناعي بغية إستنطاق رئيسي الجمهورية والحكومة في ترويج الحملات الداعية الى نزع سلاح المقاومة . وكانت هذه الوصلات الإعلانية الإصطناعية والمزيفة مهينة في بعض الأحيان للرئاستين الأولى والثالثة . فلا يكاد المواطن اللبناني ان يفتح هاتفه الخليوي حتى تقاطعه هذه الوصلات الإعلانية التي لا يجد المستخدم لذلك الهاتف سبيلا الى التحلل من مشاهدتها على الإطلاق . ولكن إنكسار هذه الموجة من حملات التخويف المتحركة من قبل القوى المحلية " الملوثة " ، أجبر الموفد الأميركي توم براك الى القيام بهذه المهمة بشكل مباشر . فبادر ذلك الرجل الذي سبق له أن اتهم إعلاميي لبنان بالحيونة الى مخاطبة اللبنانيين وتحذيرهم من مغبة إقدام الصهاينة بشكل مباشر على إستئناف الأعمال العدوانية الموسعة ضد حزب الله وقوى المقاومة . ثم تلته المصادر الإسرائيلية المؤيدة والداعمة لهذه التخويفات المتنوعة . وغني عن القول أن الآلة العسكرية الصهيونية قد لجأت في الشهر الأخير الى إستهداف مساحات ذات بعد إقتصادي في المصيلح وأنصار وسيناي حيث تم تدمير مئات الجرافات والرافعات والآلات التي يمكن أن تساهم في إعمار ما هدمه وخربه الإحتلال الصهيوني في حرب ال٦٦ يوم الي شنت في خريف العام الماضي ( ٢٠٢٤ ) وتتالت فصولا وبالتقسيط في الأشهر التالية وصولا الى الخريف الحالي ( ٢٠٢٥ ) . وكان هناك إجماع على قراءة هذه الهجمات الصهيونية ذي الطابع الإقتصادي ، على أنها قرار صهيوني بالحؤول دون القيام بأي عملية من عمليات إعادة الإعمار ولو كانت بشكل أولي . فالمطلوب اولا وأخيرا تحريض الدولة اللبنانية ضد المقاومة اللبنانية وإحداث شروخات داخلية ذي طابع طائفي ومذهبي وبالتالي إستئناف الحرب الأهلية اللبنانية التي كان للصهاينة والأميريكيين خبرة سابقة في إيقاد نيرانها قبل خمسين عاما من الزمن .

يبدو أن الصهاينة وأسيادهم الأميريكيين يجهدون من أجل الوصول الى أهدافهم بتطويق المقاومة اللبنانية وإسقاطها عبر وسائل محلية خشية دفع أثمان صهيونية ميدانية وإجتماعية مرهقة للمجتمع الصهيوني . ولأن إنضباط المقاومة اللبنانية وعدم قيامها بأي ردة فعل عسكرية ضد العدوان الصهيوني خلال العام المنصرم حالة غير قابلة للإستمرار . والصهاينة وخبرائهم العسكريين يجمعون على أن إحتمالات المغامرة الصهيونية الجديدة قد تكون محفوفة بالمخاطر . وهذا هو الواقع العسكري الصهيوني الذي تعيشه غزة أكبر شاهد على ان المقاومة التي تسعى الى ترميم بنيتها لن تسمح للعدوان المتجدد أن يكون خاليا من دفع الأثمان . هذا في الوقت الذي يؤكد فيه الصهاينة أن منطقة شمال فلسطين لم تعد الى عافيتها حيث يرفض قسم كبير من سكان تلك المنطقة العودة الى منازلهم لأنهم متيقنون أن اي إستئناف للعمل العسكري العداوني في جنوب لبنان سيعرض الشمال الفلسطيني المحتل الى ردود فعل قاسية .

خلاصة القول أن التناوب على سياسة تخويف اللبنانيين وإرهابهم من الجيش الصهيوني هو سيد الموقف وهو تناوب تشارك فيه توم بارك وغيره من الناطقين باسم الإدارة الأميركية مع جمع من القوى اللبنانية التي لا تخجل من اللجوء الى البعبع الصهيوني لكسر إرادة المقاومة اللبنانية المناصرة لغزة العزيزة الغالية الراقية الفدائية الشجاعة العملاقة السخية بدماء أبنائها وأرواحهم في سبيل الحق والحقيقة .

أيمن حجازي