العدد 1623 /31-7-2024
ايمن حجازي

تطورات متسارعة فرضت نفسها على الساحة الإقليمية والدولية في الساعات الأخيرة ، حيث كانت هناك عملية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وقبل ذلك بقليل إستهداف القائد فؤاد شكر من القيادة العسكرية في حزب الله عبر غارة جوية صهيونية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت . وقد حصل ذلك ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتن ياهو لم يكد يغادر العاصمة الأميريكية واشنطن التي تمارس عمليات دعم وتنسيق إجرامي قذر في كل خطوات الكيان الغاصب العدوانية ضد فلسطين ولبنان والعالمين العربي والإسلامي .

والحدث جلل في كل أبعاده السياسية والأمنية والاستراتيجية ، حيث يتضح العبث الأميريكي الصهيوني بالرأي العام العالمي من خلال القول بأن الإدارة الأميريكية تسعى الى عدم قيام حرب شاملة في المنطقة . في حين تثبت كل الوقائع أن الجرائم الصهيونية المرتكبة والموقع عليها من قبل الولايات المتحدة الأميريكية لا بد ان تفضي الى حروب ومواجهات كبيرة في المنطقة . علما أن السلوك العسكري الأميركي يؤكد هذا التوجه من خلال ، حشودات الأسطول الأميريكي في ميناء حيفا وغيرها من الموانىء الفلسطينية المحتلة . ومن خلال استمرار تدفق المعونات الأميريكية العسكرية وغير العسكرية للكيان الغاصب . وغني عن القول أن حادثة مجدل شمس ليست إلا ذريعة سخيفة لإستهداف القائد المقاوم فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت . حيث كانت ضربات المقاومين اللبنانيين خلال الأشهر العشرة الماضية مؤلمة بما فيه الكفاية . وأن ما كشفته جولات طائرات الهدهد في شمال فلسطين أثارت القادة الصهاينة ووجهت لهم إهانات عسكرية جمة.

أما إستهداف القائد الفلسطيني الكبير اسماعيل هنية ، فإنه في نظر القادة الصهاينة حبل الخلاص الذي يمكن أن يخفف من وطأة الهزيمة الصهيونية الكبرى الواقعة تباعا منذ السابع من أكتوبر الماضي . وقد ثبت عمليا أن الحاجة الصهيونية كبيرة الى إنجاز ما على مستوى إستهداف متعاظم كإستهداف القائد هنية ، من أجل سد رمق جوع الصهيوني المرضي الذي تعاني منه البيئة النفسية الصهيونية المتهالكة منذ ٧ أكتوبر الماضي وحتى يومنا هذا .

خلال أقل من إثني عشر ساعة تم إستهداف بيروت وطهران من قبل الصهاينة بالإضافة الى توجيه ضربة أميريكية في العراق ، في ما يشبه إنتفاضة لقلب موازين القوى التي بدت وكأنها تميل الى جانب القوى العربية والإسلامية المقاومة ... إنتفاضة يقوم بها دينصورات القوى الظالمة في العالم من أميريكين وصهاينة وحلفاء أوروبيين . وذلك في مواجهة قوى شعبية جهادية مقاومة ، تبدو للوهلة الأولى أنها مبعثرة ولكن الميدان أثبت أنها قوى رائدة تعبر عن إرادة الأمة وطوقها الى التحرر والإنعتاق من ربقة السيطرة والهيمنة الإستعمارية العالمية .

لقد قتلوا اسماعيل هنية الذي يمتلك وجها آخر من وجوه الرمزية الحضارية المتوهجة التي تتمثل في كونه ، رئيس الوزراء الوحيد في هذه المنطقة من العالم ، الذي وصل الى الحكم عبر إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة ( إعترف بذلك كل العالم بمن فيهم الأميريكيين ) . وهو بهذا المعنى يمثل رمزا ديموقراطيا حضاريا الى جانب رمزيته الثورية الجهادية المقاومة .

اسماعيل هنية و فؤاد شكر سلام لكما وعليكما ، حب الأمة وأحرار العالم لكما كبير جدا ... انه حب لا ينضب ... حب يتكرر مع كل شهيد سابق ولاحق واللائحة تطول.