العدد 1557 /5-4-2023
كل عام وأنتم بخير وصحة وأمن
وسلام بحلول شهر رمضان المبارك، وبالتزامن مع الشهر الفضيل، من الضروري أن أتحدث عن
أهم حدث ارتبط بالشهر الفضيل، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}..
فرصة أن يكون حديثنا عن كتاب
للدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله، حول كتابه «كيف نتعامل مع القرآن الكريم» وهو كتاب
المسلمين الذي حفظه الله سبحانه وتعالى من التغيير والتبديل ومن أي إضافة؛ لأن الله
عز وجل تكفّل به، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،
وهو كتاب إلهي، محفوظ من الله عز وجل، ولا يوجد كتاب ديني أو دنيوي لم يُحفظ من التحريف
أو التبديل..
(114) سورة كلها بدأت بالبسملة، إلا سورة واحدة
سورة التوبة، فجاءت خالية منها، فلم يتجرأ أحد على إضافتها في مطلع السورة، فجأت سورة
التوبة خالية منها، وهو الكتاب الوحيد الذي يحفظه عشرات الألوف دون أن يضيعوا منه حرفًا
واحدًا، ينطقه العربي والعجمي ولو كان لا يعرف كيف يرد على سؤال ما اسمك، فهم يحفظونه
تعبدًا وتقربًا لربهم، حُفظ القرآن بطريقة أدائه ومخارج حروفه.
ورسْم القرآن هو كما رُسم
المصحف في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم تجرؤ دولة مسلمة ولا مجمع لغوي
أن يغير من طريقة رسمه، ويطبق على سائر ما يكتب..
وخصائص القرآن في أنه بيِّن
في نفسه، مُبيِّن لغيره، فهو يكشف الغوامض، ويوضح الحقائق، ويدحض الأباطيل، ويدفع الشبهات،
ويزيد الذين اهتدوا هدىً، فهو كتاب إلهي معجز، وكتاب مبين ميسّر، محفوظ.
وهو كتاب الدين كله، وكتاب
الزمن كله، وكتاب الإنسانية كلها، والتصورات عن الألوهية، والنبوة والجزاء، وتصحيح
التصور عن الإنسان وكرامته ورعاية حقوقه، ويدعو لعالم إنساني يتعارف ويتسامح، ويتعاون
على البر والتقوى.
ويدلنا الكتاب كيف نتعامل
مع القرآن على أن نُحسن التعامل بالقرآن، فهمًا وتفسيرًا، وتدبره، وفقه أسراره، واتباعه
والعمل به.
لفت انتباهي كتاب العلامة
الشيخ القرضاوي رحمة الله عليه، لعدم وجود البسملة في سورة التوبة، بالرغم من قراءتها
دائمًا إلا أنني لم أنتبه؛ لذا بحثت عن السبب، فوجدت على موقع إسلام ويب أن السبب:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة نزلت
بالسيف.
وقيل لأن العرب كان من شأنهم
أنهم إذا كان بينهم وبين قوم عهد، فإذا أرادوا التوقف عنه كتبوا إليهم كتابًا ولم يكتبوا
فيه بسملة، ورواية أخرى عن عثمان بن عفان كونها من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصتها
مثل الأنفال فظن أنها منها، وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّن لنا أنها
منها.
كلمة أخيرة
{وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، في كل أمر يتبرأ الله من السيئ من العمل، وخص في هذه الآية المنافقين؛
لخطورتهم في المجتمعات، فيظهرون الكذب ويظهرون عكس ما يضمرون؛ لذا كان الإخلاص هو أساس
حسن العمل ونجاحه.
مريم ياسين الحمادي