تبيّن أن «العملية الخاصة» التي نفذها «مقاتلو الموساد»، لاستعادة ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سورية عام 1965، لم تكن سوى عملية شراء عادية في مزاد أحد مواقع التسوّق على الإنترنت.
وكان الموساد الإسرائيلي قد أعلن مساء الخميس الماضي، أنه أعاد في عملية خاصة، نفذها مؤخراً، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سورية عام 1965. وجاء الكشف عن تفاصيل «عملية الموساد الخاصة» (الاشتراك في مزاد تسوق)، في تصريحات أدلت بها أرملة كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي، حيث قالت: «لقد أخبرنا الموساد قبل بضعة أشهر بأنهم وصلوا إلى ساعة كوهين التي كانت على وشك أن تباع».
وأضافت: «لا نعرف أين، في أي مكان، وفي أي بلد. بعد ذلك أبلغونا أنهم حصلوا عليها، بالطبع قام الموساد بشرائها»، وأضافت أن «شخصاً ما توجه للموساد وأكد ان لديه الساعة، الموساد أجروا الدراسات والاختبارات اللازمة للتأكد من كونها ساعة كوهين، وبعد ذلك قاموا بشرائها».
وما إن أعلن الموساد استعادة الساعة، حتى أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بياناً يهنئ من خلاله عناصر الموساد على ما اعتبره «عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكاراً من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل»، فيما قال رئيس الموساد يوسي كوهين: «لن ننسى إيلي كوهين أبداً، نحن على اتصال دائم وحميم مع زوجته وعائلته. إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سورية حتى اليوم حين أُلقي القبض عليه، وكانت الساعة جزءاً من هويته العربية المزيفة».
وبحسب الموساد، ارتدى كوهين الساعة حتى لحظة إعدامه في دمشق في 18 من أيار 1965، وتابع أنه بعد استعادة الساعة، أجرى اختبارات دقيقة في وحدة البحث والاستخبارات التابعة للموساد، وتأكد أن الساعة هي نفسها التي ارتداها كوهين طوال فترة مكوثه في سورية، واعتبرت جزءًا من شخصيته «العربية».
تجدر الإشارة إلى أن كوهين ولد في مصر، وطرد من هناك عام 1957، فهاجر إلى إسرائيل. وفي عام 1959 جُنِّد للوحدة 188 في دائرة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، التي كانت تعمل على تجنيد عملاء وجمع معلومات ومهمات خاصة في دول تعتبرها إسرائيل معادية لها.
وفي عام 1961 أرسل إلى الأرجنتين لتوفير غطاء له بمزاعم أنه أرجنتيني من أصل سوري باسم كمال أمين ثابت. وفي نهاية العام نفسه أُرسل إلى أوروبا ممثلاً لشركة بلجيكية ليتم إرساله إلى سورية.
وفي كانون الثاني من عام 1962، وصل كوهين للمرة الأولى إلى سورية، وسكن في دمشق. وأنشأ علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في النظام السوري في تلك الفترة، وتمكن من الحصول على معلومات استخبارية خاصة عن الجيش السوري ونشاطه، وعن هضبة الجولان، وعملية اتخاذ القرار من قبل النظام. وفي عام 1963 نقلت الوحدة التي كان يعمل فيها من الاستخبارات العسكرية إلى الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة.
وفي كانون الثاني من عام 1965 اقتحمت قوات الأمن السورية شقة كوهين في دمشق، واعتُقل بينما كان يبث معلومات استخبارية لمشغليه في إسرائيل. وبعد شهرين قدم للمحاكمة، وصدر الحكم بإعدامه شنقاً، ونفذ الحكم في الثامن عشر من أيار من عام 1965.}