دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى إلى تغيير معالم المنطقة العربية أو ما يُسمّى بـ "الشرق الأوسط" من أجل ضمان الهيمنة عليها والاستئثار بخيراتها وثرواتها تسعى لإشعال الفتنة بين مكوّناتها، ونشر الفوضى فيها بهدف إضعافها وتفتيتها وتقسيم ما بقي منها، وضرب ما تبقّى من قدرات لدى حكوماتها وشعوبها، وكان آخر فصول هذه المحاولات الاعتداءات على سورية، والتدخّل في شؤونها، وإعلان حماية أحد مكوّناتها ( الموحدون الدروز) على الرغم من صدور بيان عن مشيخة عقل الموحدين بإدانة العدوان الإسرائيلي على سورية، ورفض التدخّل في شؤونها، ورفض الحماية الخارجية من أيّ طرف أو دولة أو فريق، فالدروز ليسوا بحاجة إلى حماية لأنّهم عنصر مكوّن وأساسي من الشعب السوري، وليس لديهم عداء مع أحد، ليسوا ندّاً أو ضدّاً للدولة السورية، وبالتالي فإنّهم يرفضون الادعاءات الإسرائيلية، ويؤكّدون على ولائهم لسورية وارتباطهم بها، وهو موقف يقطع الطريق على المحاولات الإسرائيلية التي يدرك الجميع أنّها تسعى وتعمل لاستخدام الآخرين "أكياس رمل" ومتاريس للدفاع عنها، ومن ثم ترميهم عند أول مفترق. لن تكلّ ولن تملّ دولة الاحتلال في سعيها لإشعال الفتنة ونشر الفوضى، وما يحصل في سورية يأتي في هذا السياق، والعدوان على لبنان وعدم الالتزام بموحبات وبنود وقف إطلاق النار يأتي أيضاً في هذا السياق، واستمرار العدوان على غزة والضفة الغربية يأتي أيضاً في هذا السياق، سياق إشعال الفتن ونشر الفوضى والاقتتال الداخلي لإضعاف كلّ الأطراف، وتمدّد ذلك إلى بقية دول المنطقة، بما فيها تلك التي تقيم علاقات تطبيع مع دولة الاحتلال، والهدف من وراء كل ذلك هو التفتيت والتقسيم واستخدام الجميع في أتون حرب لا تنتهي، تكون فيها دولة الاحتلال بمنأى عن أيّ خطر، وتضمن فيها استغلال واستخدام الجميع حتى تظلّ هي السيّد المطاع والمحرّك لكل شيء، والمتحكّم بمصير المنطقة وثروات شعوبها. هذه حقيقة ينبغي أن يعرفها الجميع؛ ولكن هناك حقيقة أخرى يبدو أنّ البعض لا يعرفها، أو أنّه يريد أن يغامر ويقامر بمصير شعوب المنطقة وبعض مكوّناتها من خلال المراهنة على دولة الاحتلال، ومن خلال الإصغاء إلى وعودها والسير في خططها وبرامجها الفتنوية، غير آبه بما يمكن أن يلحق شعوب المنطقة ومكوّناتها من أضرار أو ويلات لحساب دولة الاحتلال. هناك حقيقة أنّ البعض في لبنان وسورية كشف عن وجهه الحقيقي واستعان صراحة وبكل وضوح بدولة الاحتلال، ودعاها للتدخّل في شؤون المنطقة وشعوبها، بل إلى قصف وتدمير البنى التحتية لهذه الدول والشعوب، بحجج واهية لم يقم دليل صحيح ومنطقي عليها. هناك حقيقة أنّ البعض أعلن ارتباطه بدولة الاحتلال عندما راح يهدّد باسمها ويستمد العون والقوة منها، مراهناّ عليها لتنفيذ مشاريع وخطط مشبوهة لا تخدم سوى أعداء المنطقة المتربّصين بها شرّاً. هناك حقيقة أنّ هؤلاء راهنوا على الاحتلال عندما ظنّوا أنّه بات الأقوى والأقدر على ترتيب المنطقة وإعادة هيكلتها من جديد؛ لقد اصطفّ هؤلاء إلى جانب "نتنياهو" في تقرير مصير المنطقة، ولكن غاب عن ذهنهم أنّ الذي يراهنون عليه يبحث عن حلّ لأزمته، وعن أمن لكيانه، وعن طمأنينة لمستوطنيه، وعن ثقة بهذه الدولة الجوفاء التي بان وجهها، وانكشفت قوّتها المزيّفة إذ أنّها ليست سوى "نمر من ورق" لا قوّة ولا قيمة له من دون الدعم الخارجي، وهذا الدعم لن يستمرّ إلى أبد الآبدين، ولن يبقى هذا الجبروت إلى ما لا نهاية، عندها من يأتي بالأمن لدولة الاحتلال؟! ومن يضمن السلامة للمراهنين عليها؟! العابثين بمصير ومستقبل شعوب المنطقة؟! من يحمي حينها مشعلي الفتنة وناشري الفوضى ومروّجي منطق الخيانة؟! كلّ أولئك سيندمون قريباً، وهم لا يؤدّون هذا الدور، دور الخيانة والفتنة والفوضى إلّا لأنّهم متورطون فيه - كما يبدو - منذ زمن بعيد. أيّها العقلاء يا أصحاب الحكمة خذوا على أيدي أولئك المتلاعبين بمصير أهلهم وشعوبهم، وكفّوا أذاهم عن أهلهم قبل غيرهم، واحجروا عليهم حتى لا يكونوا لقمة سائغة بيد الاحتلال، فالرهانات التي يقدمون عليها جوفاء لا قيمة لها، والعاجز في فلسطين لن يكون بطلاً في سورية، وفاقد الأمن لنفسه لن يمنحه لغيره، هذه حقائق الجغرافيا والواقع قبل أن تكون روايات التاريخ.
جرت المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان ، وتشكلت الحصيلة السياسية التي سعت اليها [...]
في خارطة الإنقسامات اللبنانية ، يبدو المشهد محيرا وملتبسا في كثير من الأحيان . حيث يلاحظ أن التعارض والإختلاف [...]
بخطى متثاقلة يسير الحكم اللبناني المطوق بالأزمات المتنوعة ، ويسعى من أجل إثبات قدرته على إنتشال البلد [...]
تكثفت في الأسبوع الأخير تحركات أركان الحكم اللبناني المتجهة نحو العمق العربي ، فكانت محطة الرئيس جوزيف [...]
يبدو رئيس الحكومة نواف سلام مثقل بالتفاهمات المسبقة على كثير من الملفات السياسية والإقتصادية والمالية [...]