العدد 1626 /21-8-2024
بسام غنوم

حالة الانتظار التي يعيشها اللبنانيون في هذه الايام في ظل تعثر مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة بدأت ترخي بثقلها على حياة اللبنانيين سواء على الصعيد السياسي او على الصعيدين الاقتصادي والنفسي ان صح التعبير.

فعلى الصعيد السياسي بدأت الخلافات السياسية تطفو على السطح بعد هدوء نوعا ما في الفترة الماضية ، وآخرها اتهام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحكومة اللبنانية بالخيانة العظمى بسبب موقفها مما يجري في الجنوب ، مما دفع رئيس الجكومة نجيب ميقاتي الى الرد عبر مكتبه الاعلامي في بيان، قال فيه عن موقف جعجع من الحكومة أنّ "في مؤتمره الصحافي اليوم أطلق رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع سلسلة مواقف وصلت إلى حد اتهام الحكومة بارتكاب الخيانة العظمى في ما يحدث في الجنوب".

ولفت المكتب إلى أنّه "إذا كان من حق جعجع وسواه اطلاق الموقف الذي يريده والقيام بالدور المعارض، فهذا لا يعني على الاطلاق القبول باطلاقه أحكامًا باطلة واستخدام تعابير ربما سقط عن "الحكيم" معناها القانوني والدستوري الحقيقي، خصوصا انه على علم بالكثير من المعطيات ومنها ما هو ناتج عن تراكمات سابقة ليست الحكومة الحالية مسؤولة عنها".

واللافت ان موقف جعجع جاء بعد زيارة الموفد الاميركي الى لبنان آموس هوكشتاين الذي كان قد التقى نواب وشخصيات من المعارضة في لبنان ، حيث صدرت عدة مواقف سياسية من هذه القوى والشخصيات استهدفت حزب الله والمقاومة في لبنان بسبب دعمها واسنادها لأهل غزة في ظل العدوان المستمر منذ اكثر من عشرة اشهر.

وقد فسر البعض موقف جعجع وغيره من القوى السياسية بأنه جزء من الضغوط الاميركية والاوروبية والعربية التي تمارس على المقاومة وحزب الله في لبنان من اجل فك الارتباط مع ما يجري في غزة ، وان محاولة الضغط السياسي على المقاومة وحزب الله في لبنان عبر العمل على فك الارتباط مع مايجري في غزة، انما يهدف ايضا الى اثارة مزيد من البلبلة في الساحة اللبنانية خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والشعبي بحيث تجبر هذه المواقف قوى المقاومة وحزب الله في لبنان على الاستجابة بطريقة او بأخرى للمطالب الاميركية والاوروبية بفصل الموقف اللبناني عن مايجري في غزة ، كما هو الحال في كل الدول العربية ، وما استفحال ازمة الكهرباء وفلتان الاسعار في السوق وعجز الحكومة اللبنانية عن القيام بواجباتها تجاه مايجري ، والتحريض المستمر على الموقف الداعم لأهلنا في غزة الا جزء من هذه الضغوط على قوى المقاومة وحزب الله ولبنان واللبنانيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل تنجح الضغوط الاميركية والاوروبية والعربية على لبنان في ثني المقاومة وحزب الله عن دعم واسناد اهلنا في غزة ؟

الوقائع اليومية على الارض تؤكد ان المحاولات الاميركية والاوربية والعربية المستمرة بدون كلل او ملل من اجل الضغط على المقاومة وحزب الله لوقف دعمهم واسنادهم لاهلنا وللمقاومة في غزة فشلت كلها ، والزيارات التي قام بها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ، والمواقف التي اعلنها وزيري خارجية فرنسا ومصر ستيفان سيجورنيه ونظيره المِصريّ بدر عبد العاطي عن موافقة فرنسا ومِصر على التمديد لقوات اليونيفل، لمدة سنة بحسب المقترح اللبنانيّ ، لم تفلح في ثني المقاومة وحزب الله عن دعم واسناد معركة طوفان الأقصى في غزة ، والعمليات اليومية التي يقوم بها حزب الله سواء عبر اطلاق المسيرات والصواريخ تجاه المستعمرات الصهيونية والمراكز العسكرية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة والتي اصبحت تطال مواقع ومستعمرات جديدة ، وكشف حزب الله عن جزء من انفاقه وقوته الصاروخية المدمرة ، يؤكد ان المقاومة وحزب الله لن يتراجعوا عن دعم واسناد اهلنا في غزة ، وان هذا الدعم سيبقى ويتعاظم حتى الوصول الى وقف لاطلاق النار في غزة بما يحقق مطالب حركة حماس وقوى المقاومة في غزة.

بالخلاصة الضغوط على لبنان والمقاومة سياسيا واقتصاديا لن تثني المقاومة وحزب الله عن الاستمرار في دعم واسناد اهلنا في غزة وهذا الموقف تبلغه كل الموفدين والوسطاء العرب والاجانب ، فهل تدرك اميركا ومن معها ان كل الضغوط على لبنان والمقاومة وحزب الله بلا جدوى ، وتعمل على ايقاف العدوان الاسرائيلي على غزة اولا؟

بسام