العدد 1612 /8-5-2024
بسام غنوم

دخلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مرحلة حساسة بعد اقتراب التوصل لاتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.

وفي هذه الأثناء بدأت الأمور على الأرض سواء في غزة عموما، ومنطقة رفح خصوصا منحى تصعيديا تمثل في دعوة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، سكان رفح في المنطقة الشرقية إلى "الإخلاء الفوري والتوجه إلى المنطقة الإنسانية بالمواصي"، مشددا على أننا "سنواصل ملاحقة حماس في كل مكان بغزة حتى عودة جميع الرهائن" ، وبدأ الجيش الاسرائيلي بعملية محدودة في منطقة رفح.

وهو ما يؤشر إلى أن رئيس وزراء العدو الصهيوني والمجلس الأمني المصغر يريدون خوض مفاوضات اللحظة الأخيرة تحت النيران إي في ظل التهديد باجتياح رفح، في محاولة مكشوفة من أجل الضغط على حركة حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.

هذه اللعبة السياسية والعسكرية التي تمارسها إسرائيل والإدارة الأميركية على حركة حماس وقوى المقاومة في غزة جاء الرد عليها من محورين، المحور الأول من رفح بالتحديد حيث قامت كتائب القسام بقصف التجمعات العسكرية الإسرائيلية في معبر كرم أبو سالم وهو ما أدى إلى مقتل اربعة جنود إسرائيليين وإصابة 11 حسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وأما المحور الثاني فكان في جنوب لبنان حيث أعلنت كتائب القسام عن إطلاق 40 صاروخا على المستعمرات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، وتزامن القصف مع اشتداد المواجهات بين حزب الله وقوى المقاومة في جنوب لبنان ، و إعلان نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم على أننا "لسنا أقرب إلى الحرب الشاملة في لبنان، ولكننا مستعدون لها لو حصلت غدا".

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تشهد جبهة غزة وجنوب لبنان تصعيدا عسكريا كبيرا تزامنا مع مفاوضات وقف إطلاق في القاهرة؟

كل المؤشرات على الأرض تؤكد أن التوصل لوقف للعدوان الإسرائيلي على غزة لن يكون دون معارك عسكرية كبيرة على مختلف الجبهات سواء في غزة، أو في جنوب لبنان وبقية الجبهات التي أعلنت مساندتها للمقاومة في غزة.

ويبدو أن العدو الإسرائيلي الذي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة للعدوان على غزة والمتمثلة بالقضاء على حركة حماس وقوى المقاومة في غزة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام وقوى المقاومة، يريد العبور إلى وقف لإطلاق النار في غزة عبر ارتكاب مجزرة بحق النازحين من أهالي غزة في رفح، من أجل القول للرأي العام الإسرائيلي إننا حققنا هدفنا بالقضاء على حركة حماس في غزة.

لكن هذا المسعى الإسرائيلي لن تكون طريقه سهلة ومعبدة، فالعملية العسكرية لكتائب القسام في معبر كرم أبو سالم والتي أدت حسب اعتراف العدو الإسرائيلي إلى مقتل 4 جنود وإصابة 11 مؤشرا واضحا على استعداد كتائب القسام وقوى المقاومة في غزة لمواجهة أي مغامرة إسرائيلية في رفح، وإعلان كتائب القسام عن قصف المستوطنات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة من شمال لبنان، وكذلك تأكيد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم على جاهزية قوى المقاومة في جنوب لبنان للحرب مع العدو الصهيوني وأننا "مستعدون لها لو حصلت غدا"، وإعلان جماعة أنصار الله في اليمن توسيع عمليات استهداف السفن في البحر الأحمر لتشمل سفن الشركات التي تدعم العدو الصهيوني، يؤكد أن محاولة إسرائيل ومعها الإدارة الأميركية، لي ذراع حركة حماس عبر معركة في رفح لن تكون له أي تداعيات إيجابية على المفاوضات الجارية لاطلاق النار في القاهرة، بل ربما يؤدي الى تشدد حركة حماس اكثر في مطالبها على ضوء العدوان الاسرائيلي على رفح.

بالخلاصة إسرائيل ومعها الإدارة الأميركية تمارس سياسية التهويل باجتياح رفح، من أجل فرض شروطهم على حركة حماس وبقية قوى المقاومة في غزة، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن محاولة إسرائيل اجتياح رفح وقتل آلاف النازحين المدنيين من أهل غزة لن يمر مرور الكرام وستكون له تداعيات كبيرة على الصعيدين العربي والدولي، وقد يؤدي إلى حرب كبيرة في جنوب لبنان وبقية الجبهات الداعمة للمقاومة في غزة.

بسام غنوم