العدد 1517 /22-6-2022
تعيش المنطقة حالة غليان على
المستويين السياسي والعسكري ازدادت حماوةً بعد اندلاع الحرب الروسية – الاوكرانية،
اضافةً الى الواقع السوري المشتعل الذي شهد مؤخراً ضربات "إسرائيلية" واسعة
على مطار دمشق الدولي تسببت باخراجه من الخدمة، مروراً بارتفاع حدّة التهديدات الايرانية
– "الإسرائيلية" المتبادلة التي نتج عنها عمليات اغتيال "إسرائيلية"
لأبرز قادة الحرس الثوري الإيراني في المجالين النووي والعملياتي، قابلها عمليات ايرانية
ضد أفراد وقادة في جهاز الموساد في اربيل وغيرها من المناطق وتحضيرات لعمليات ضد
"اسرائيليين" في تركيا خاصة بعد اصدار تعميم اوامر عسكرية "إسرائيلية"
ل 1000 "اسرائيلي" يحملون رتبة "ضابط وما فوق" بوجوب مغادرة تركيا
فورا والعودة الى "اسرائيل"!
اما على المستوى اللبناني
فلا يبدو اننا نعيش واقعاً أقل سخونة، فلقد تسلّم المبعوث الامريكي عاموس هوكشتاين
الموقف اللبناني الرسمي من التطورات الأخيرة المرتبطة بالحدود البحرية الجنوبية حيث
رأى لبنان أن الخط 23 هو الخط الحقوقي مع الحصول على حقل قانا كاملاً، وطلب من الكيان
"الإسرائيلي" وقف كل الأعمال في المنطقة الحدودية إلى حين حصول الاتفاق.
هوكشتاين "الصهيوني" الاصل والذي خدم في الجيش "الاسرائيلي" من
عام 1992 حتى 1995، حمل الموقف اللبناني الى الجانب "الإسرائيلي" حيث يرى
محللون ان رحلته إلى كيان العدو قد تكون "وان واي تيكيت". وبانتظار القرار
"الاسرائيلي" من الموقف اللبناني تصاعدت تهديدات حزب الله للكيان "الصهيوني"
اذ تحدث أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله بأن "المقاومة اللبنانية" قادرة
على منع "إسرائيل" من التنقيب في الغاز والنفط في حقل كاريش، في المنطقة
الحدودية البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل". وأضاف في خطاب متلفز، إنه
"إذا اختار الكيان الإسرائيلي الحرب ضد المقاومة اللبنانية فإنه سيعاني من تداعيات
وجودية بالنسبة له".
في المقابل جاءت التهديدات
"الإسرائيلية" على لسان قائد أركان الجيش "الاسرائيلي" أفيف كوخافي
الذي صرّح "بان جيشه سيدمّر آلاف الأهداف في مقرات القيادة ومنظومة الصواريخ والقذائف
التي يمتلكها حزب الله، اضافةً الى كل بيت في داخله قذيفة أو يقع بالقرب من قذيفة،
أو ناشط يتعامل مع قذيفة صاروخية، أو مقر قيادة يتعامل مع قذيفة أو كهرباء مرتبط بمجموعة
قذائف صاروخية، كل هذا سيتم ضربه في الحرب المقبلة". كل ذلك وأكثر دفع بثعلب السياسة
الأميركية هنري كسينجر، بالقول- في حديث لصحيفة "صنداي تايمز” البريطانية منذ ايام،
” إنّ احداثا كبيرة قادمة في الشرق الأوسط”.
هذه التهديدات المتبادلة ترافقت
ميدانيًا مع استنفارات ومناورات عسكرية سرّية وعلنية على جانبي الحدود بين لبنان وفلسطين
المحتلة، فلقد أنهى العدو "الإسرائيلي" مناورات "عربات النار"
التي اعتبرها الأضخم والأوسع حيث أقيم جزء منها في قبرص والبحر الاحمر، والتي
"حاكت عدة سيناريوهات أهمها القيام بهجوم على ايران وغزوٍ للبنان (اجتياح بري)
واندلاع مواجهة عسكرية على عدة جبهات في آن واحد، حيث شارك في تلك المناورات عدد كبير
من الفرق والألوية العسكرية، البرية والجوية والبحرية". بالاضافة الى ذلك اجرى
الجيش"الاسرائيلي" مناورة عسكرية في منطقة إصبع في الجليل وهي المناورات
الثالثة من نوعها خلال شهر، حيث شملت قصفا مدفعيا باتجاه مزارع شبعا (منطقة جبل دوف)،
وقبل أسبوع من ذلك، أجرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش "الإسرائيلي" تدريبا
يحاكي "قصف المدن الإسرائيلية بـ 1500 صاروخ في اليوم، ينتج عنه إلحاق أضرار جسيمة
بـ 80 موقعًا وحوالي 300 ضحية، خلال اشتباكات تستمر لعدة أيام مع حزب الله".
اما على الجانب اللبناني فلقد
رفع حزب الله مستوى الإستنفار لدى كافة أجهزته وعناصره الى الحالة القصوى منذ انطلاق
مناورات "عربات النار" "الاسرائيلية"، وسط تواتر معلومات عن مناورات
برية وبحرية للحزب أجراها في الأيام الماضية، وورود تعليمات لدى قيادة وعناصر الحزب
تُفيد "بإعلاء الجهوزيّة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة و”خارج الحدود”
الى الدّرجة القصوى، بانتظار "أمر عمليّات” قد يصدر عن القيادة في ايّ لحظة!"
كل تم ذكره يضعنا امام واقع
متأزّم وخطير يفيد بأن معطيات ومؤشّرات التصعيد العسكري في الأيّام المقبلة لا تزال
مرتفعة، وان مطلع الأسبوع المقبل سيكون حاسما من ناحية خوض جولة عسكرية، في ظل تقدم
احتمال المواجهة بالتزامن مع توقعات فشل جولة هوكشتاين الاخيرة، فهل اقترب موعد الحرب؟
أحمد سعدية