العدد 1581 /27-9-2023
قاسم قصير
وصل الى بيروت في الاسبوع الماضي الموفد
القطري أبو فهد جاسم آل ثاني حيث بدأ بجولة على عدد من القوى السياسية والحزبية في لبنان بهدف إيجاد مخرج للأزمة
الرئاسية المستمرة منذ حوالي العام.
والمهمة القطرية الجديدة جاءت بعد وصول
حراك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى حائط مسدود وبعد انعقاد اجتماع اللجنة
الخماسية المعنية بلبنان في نييورك مؤخرا وعدم اتخاذها قرارات حاسمة بشأن الملف
اللبناني.
وقطر لعبت سابقا أدوارا مهمة في لبنان
وخصوصا بعد العام 2006 وحرب تموز، حيث قدمت مساعدات مالية كبيرة وتوجّت دورها في
اتفاق الدوحة في العام 2008 بعد احداث السابع من ايار في ذاك العام.
فهل ستنجح قطر حيث فشلت فرنسا والرئيس نبيه
بري ؟ وهل سنشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ؟ وما هي الخيارات المطروحة في هذا
المجال ؟
الدور القطري بين الامس واليوم
بداية ما هي طبيعة الدور القطري بين الامس
واليوم؟ وهل يمكن ان تنجح قطر حيث فشلت فرنسا والرئيس نبيه بري؟
الدور القطري في لبنان ليس جديدا ، فالعلاقات اللبنانية – القطرية قديمة
جدا ، وتحتضن قطر عشرات الاف اللبنانيين ، وان كان الدور القطري في لبنان تعزز بعد
حرب تموز في العام 2006 حيث قدّمت قطر مساعدات مالية كبيرة للشعب اللبناني وقام
امير قطر بزيارة لبنان خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان ، وتعاظم الدور القطري
لاحقا من خلال المبادرة القطرية – التركية لحل الازمات السياسية وقيام المسؤولون
القطريون بزيارة لبنان برفقة مسؤولين
اتراك ، ومن ثم احتضنت قطر مؤتمر الدوحة لمعالجة اثار احداث ايار 2008 وتم التوصل
الى اتفاق سياسي سمي " اتفاق الدوحة " والذي قضى بانتخاب قائد الجيش
العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعتماد قانون جديد
للانتخابات يستند على قانون العام 1960 مع بعض التعديلات ، وادى هذا الاتفاق الى
مشاركة التيار الوطني في الحكومات اللبنانية مع حزب الله .
واستمر الدور القطري في لبنان خلال كل
السنوات الماضية وتقدم قطر مساعدات مالية للجيش اللبناني وتحتفظ بعلاقات جيدة مع
كل الاطراف اللبنانية ، كما ان قطر لعبت مؤخرا دورا مهما بالتعاون مع سلطنة عمان
لترتيب الاتفاق بين اميركا وايران لاطلاق المعتقلين في البلدين والافراج عن اموال
ايران في بعض البنوك ، كما دخلت قطر شريكا في التنقيب عن الغاز والنفط في البلوك
رقم 9 الى جانب شركة توتال .
وكل هذه المعطيات تعطي الفرصة لقطر كي تلعب دورا ايجابيا في معالجة الازمة
الرئاسية ودورها مكمل ومساعد للدور الفرنسي ودور الرئيس نبيه بري وليس بديلا عنهما
.
انتخاب الرئيس والخيارات المطروحة
لكن هل سيؤدي التحرك القطري الى انتخاب
رئيس جديد للجمهورية؟ وما هي الخيارات الرئاسية المطروحة؟
حسب مصادر سياسية مطلعة في بيروت ان
القطريين طرحوا سابقا على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل انتخاب قائد الجيش
العماد جوزيف عون للرئاسة وذلك خلال احدى الزيارات التي قام بها باسيل الى الدوحة
، ولكن باسيل رفض هذا العرض مما ادى بالقطريين الى عدم متابعة جهودهم السابقة ،
لكن فشل الجهود الفرنسية وعدم التجاوب مع الدعوات التي اطلقها الرئيس نبيه بري
للحوار والفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، دفع اعضاء اللجنة الخماسية المهتمة
بلبنان ( اميركا والسعودية ومصر وفرنسا وقطر) الى اعادة تشجيع القطريين للتحرك
وطرح عدة خيارات رئاسية ومنها اضافة لقائد الجيش ، النائب نعمة افرام والوزير
السابق زياد بارود ومدير عام الامن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري .
ورغم ان المسؤولين القطريين لم يعلنوا اي
موقف نهائي حول ما يسرّب من معلومات حول مهمتهم في لبنان ، يبدو ان تسريب هذه
الاسماء هدفه اعادة التركيز على خيار العماد جوزيف عون لان بقية الاسماء غير
مقبولة من كل الاطراف ، وان كان حزب الله وحركة امل لا يزالين متمسكين بترشيح رئيس
تيار المردة سليمان فرنجية لكن ذلك لا يعني عدم امكانية القبول بخيارات اخرى في
حال تم التوصل الى تسوية كاملة .
وفي الخلاصة نحن امام فرصة جدية للتوصل الى
اتفاق جديد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي حال فشل الحوار بين حزب الله والتيار
الوطني الحر واقفلت الابواب امام وصول فرنجية للرئاسة فسيكون خيار العماد جوزيف
عون هو القوى وهذا ما يسعى اليه القطريون، فهل ينجحون في مساعهم كما نجحوا في
اتفاق الدوحة عام 2008؟
قاسم قصير