العدد 1620 /10-7-2024
قاسم قصير

دخلت معركة طوفان الاقصى الشهر العاشر دون تحديد افق هذه المعركة في المرحلة المقبلة بانتظار نتائج المفاوضات في الدوحة وانعكاس ذلك على كل الجبهات المساندة وخصوصا جبهة جنوب لبنان.

ولكن بغض النظر عن نتائج المفاوضات والافق الذي ستصل اليه معركة غزة وبقية الجبهات المساندة ، فان لمعركة طوفان الاقصى تداعيات كبيرة سياسية واعلامية وفكرية على مستوى العالم كله وعلى صعيد الصراع مع الكيان الصهيوني .

لكن من اهم تداعيات هذه المعركة الانعكاسات الايجابية على صعيد العلاقات الاسلامية – الاسلامية وبين القوى والحركات الاسلامية.

فاين اصبحت العلاقات بين القوى الاسلامية في لبنان ولا سيما بعد اللقاء الاخير بين امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وامين عام الجماعة الاسلامية الشيخ محمد طقوش ؟

وما هو مستقبل العلاقات بين القوى والحركات الاسلامية على ضوء تداعيات معركة طوفان الاقصى؟

العلاقات بين القوى الاسلامية في لبنان اليوم

بداية كيف اصبحت العلاقات بين القوى والحركات الاسلامية في لبنان اليوم ولا سيما على ضوء اللقاء الاخير بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والامين العام للجماعة الاسلامية الشيخ محمد طقوش؟

شهدت العلاقات الاسلامية – الاسلامية وخصوصا بين القوى والحركات الاسلامية تطورات ايجابية خلال السنوات الاخيرة بعد فترة من الخلافات بسبب تباين المواقف حول الربيع العربي والحرب في سوريا ، لكن معركة طوفان الاقصى والعدوان على حرب غزة وتحرك جبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق ادى الى تطور سريع وايجابي في هذه العلاقات سواء على مستوى والتنسيق على صعيد المقاومة او على صعيد الخطاب السياسي والاعلامي.

وشكّل اللقاء العلني الاخير بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والامين العام للجماعة الاسلامية الشيخ محمد طقوش تطورا مهما في هذه العلاقات ، حيث اشارت مصادر اسلامية مطلعة الى اهمية هذا اللقاء وانه تطور نوعي في العلاقات بين الحزب والجماعة رغم انه حصلت لقاءات سابقة علنية وغير علنية بين الطرفين.

وبموازة ذلك شهدنا تغيرا في مواقف العديد من الشخصيات والقوى الاسلامية اللبنانية تجاه حزب الله وتم تجاوز مرحلة الخلافات السابقة دون ان يعني الاتفاق على كل الملفات .

وتؤكد المصادر الاسلامية المطلعة : اننا اليوم امام مرحلة جديدة في العلاقات الاسلامية – الاسلامية وعلى صعيد القوى والحركات الاسلامية ويمكن ان يشكل التعاون والتنسيق بين القوى الاسلامية مدخلا مهما لاعادة ترتيب الاوضاع على الصعيد الاسلامي العام في لبنان والعالم العربي والاسلامي في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية.

مستقبل العلاقات الاسلامية- الاسلامية

لكن ماذا عن مستقبل العلاقات الاسلامية – الاسلامية والتحديات التي تواجهها في المرحلة المقبلة؟

رغم اهمية التقارب الحاصل اليوم بين القوى والحركات الاسلامية في لبنان وعلى صعيد العلاقات الاسلامية – الاسلامية بشكل عام وئلك بفضل التقارب والتعاون في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة ، فان ذلك لا يعني عدم وجود خلافات حول بعض القضايا السياسية والنظر الى التطورات في لبنان وعلى الصعيد العربي والاسلامي .

ولذا من المهم الاستفادة من اللحظة الايجابية الحالية واعادة تقييم تجربة العلاقات بين القوى والحركات الاسلامية ودراسة الايجابيات والسلبيات ، ووضع اسس جديدة للمرحلة المقبلة .

فعلى الصعيد اللبناني الداخلي هناك العديد من الملفات والقضايا التي تحتاج الى الحوار والتنسيق والاتفاق على رؤية موحدة حول مختلف القضايا السياسية والاجتماعية ، وهذا يتطلب حوارات معمقة والتعاون مع محتلف الشخصيات والقوى الاسلامية.

كما ان هناك ضرورة قصوى لاشراك كوادر الحركات والقوى الاسلامية في اللقاءات المشتركة وعقد حوارات على مختلف المستويات وفي المناطق والجامعات وذلك لشرح اسس العلاقات بين القوى الاسلامية ونقاط التلاقي وكيفية مواجهة مختلف التحديات ولعدم العودة مجددا الى الخلافات والتباينات .

نحن اذن امام مرحلة جديدة تتطلب المزيد من الحوار والتنسيق واستكمال الخطوات الايجابية بجهود مختلفة وعلى كل المستويات .

فهل تستفيد القوى والحركات الاسلامية من هذه المرحلة الايجابية ؟ ام ستنتهي مرحلة التقارب مع انتهاء معركة طوفان الاقصى والحرب على غزة؟

قاسم قصير