العدد 1608 /3-4-2024
قاسم قصير
في ظل المخاطر التي يواجهها لبنان داخليا
وخارجيا أوضحت مصادر دبلوماسية أوروبية في بيروت: إن اللجنة الخماسية المعنية
بمتابعة الوضع اللبناني ستعاود تحركاتها بعد انتهاء عطلة عيد الفطر بهدف التشجيع
للتوصل إلى حلول بشأن الانتخابات الرئاسية، وان هذه الجهود تتلاقى مع الديناميكيات
اللبنانية الداخلية التي تشجع للوصول إلى حلول للأزمات ولا سيما مواقف رئيس مجلس
النواب نبيه بري والتحرك الذي تقوم به كتلة الاعتدال الوطني.
وحول الجبهة الجنوبية كشفت هذه المصادر: إن
التحرك الدبلوماسي الفرنسي مستمر من أجل تخفيف التوترات والوصول إلى حل لتطبيق
القرار 1701 ومعالجة مشكلة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأنه لا يوجد تباين كبير
بين التحرك الفرنسي والمواقف الأميركية والهدف هو منع الذهاب إلى حرب واسعة في المنطقة.
فكيف تنظر هذه المصادر الدبلوماسية إلى
الأوضاع في لبنان والمنطقة؟ وهل من حلول قريبة للأزمات ومواجهة المخاطر الداخلية
والخارجية؟.
الوضع في لبنان والمنطقة
بداية كيف تنظر هذه المصادر الدبلوماسية للأوضاع في لبنان والمنطقة ولا
سيما بعد معركة طوفان الأقصى وتداعياتها على لبنان؟
تقول هذه المصادر: إن معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول
(أوكتوبر) أوجدت أجواء جديدة ومخاطر كبرى في لبنان والمنطقة في ظل السياسات
الإسرائيلية لمواجهة هذا الهجوم والتي تعتبر سياسات متطرفة وفي ظل عجز القوى الدولية
عن وقف التصعيد ومواجهة هذه السياسات الإسرائيلية، وان الوضع في لبنان يواجه مخاطر
كبرى بسبب التصعيد على الجبهة الجنوبية ولذلك تحركت المساعي الدولية وخصوصا من
فرنسا وأميركا للتوصل إلى حلول لهذا التصعيد وعدم تحوله إلى معركة كبرى.
وتؤكد هذه المصادر: إن هناك تواصلا بين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين من
أجل تنسيق المواقف، وان المبادرة التي قدمتها وزارة الخارجية الفرنسية لتخفيف
التوتر على الجبهة الجنوبية والوصول إلى حل كامل للازمة لا تتعارض مع الجهود التي
يبذلها المبعوث الأميركي ماوس هوكستيان، وان كانت وجهة النظر الأميركية اليوم بأنه
لا بد من توقف الحرب في قطاع غزة لمواصلة هذه الجهود في حين أن المسؤولين
الفرنسيين يواصلون جهودهم لوضع رؤية متكاملة للحل وان الموقف اللبناني الرسمي كان
إيجابيا والفرنسيون ينتظرون الموقف الإسرائيلي.
ورغم تخوف الأوساط الدبلوماسية الأوروبية من مخاطر انجرار المنطقة إلى حرب
كبرى ولا سيما بعد القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق فإنهم يأملون
بالتوصل إلى حلول كاملة عبر وقف إطلاق النار في قطاع غزة وكذلك على الجبهة
الجنوبية ومن ثم طرح مشروع حل متكامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين
وقيام الدولة الفلسطينية.
لبنان والانتخابات الرئاسية
وحول الأوضاع في لبنان وأزمة الانتخابات الرئاسة وتحرك اللجنة الخماسية،
أوضحت المصادر الدبلوماسية الأوروبية: إن اللجنة الخماسية ستعاود تحركاتها بعد
عطلة عيد الفطر السعيد وعودة السفراء إلى بيروت، وأنها ستجري لقاءات مع كافة
الأطراف بما فيهم حزب الله وان هناك ديناميكيات جديدة على صعيد تحرك اللجنة
الخماسية والقوى المحلية مما يعطي الأمل بإمكان التوصل إلى اتفاق لانتخاب رئيس
جديد للجمهورية.
وأوضحت المصادر: إن اللجنة الخماسية ليس لديها حاليا أي اسم محدد للرئاسة
وأنها وضعت أسسا جديدة للتحرك وأنه لا مفر من الذهاب إلى مشاورات داخلية أو حوار
وطني للوصول إلى اتفاق، وأنها تأمل بوجود رغبة داخلية بالوصول إلى حلول وخصوصا بعد
المواقف الإيجابية لرئيس مجلس النواب نبيه بري وتحرك كتلة الاعتدال الوطني.
ورغم المخاوف من تدهور الأوضاع على الجبهة الجنوبية وفي الداخل وفي ظل ما
يجري في فلسطين فإن المصادر الدبلوماسية الأوروبية تؤكد ثقتها بلبنان واللبنانيين
وان هناك إمكانات كبيرة في لبنان من أجل مواجهة الأزمات والعودة إلى إقامة
المشاريع المشتركة وخصوصا بين فرنسا ولبنان لأن فرنسا مهتمة بالوضع اللبناني وهناك
متابعة كبيرة من قبل المسؤولين الفرنسيين للوضع في لبنان.
فهل ستنجح اللجنة الخماسية في جهودها؟ وهل ستنجح فرنسا في مساعيها للجم
التوتر على الجبهة الجنوبية؟ أو أن التصعيد الداخلي وفي المنطقة سيطيح بهذه
الجهود؟
قاسم قصير