العدد 1656 /19-3-2025
قاسم قصير

يواجه لبنان اليوم تحديات عسكرية وامنية خطيرة ، فالاعتداءات الاسرائيلية على لبنان مستمرة وهي تتزايد كما ونوعا ، كما يواجه لبنان تحديات امنية وعسكرية على الحدود الشمالية والشرقية بعد الاشتباكات الاخيرة ، وفي مواجهة كل هذه المخاطر ينشط عدد من الباحثين اللبنانيين المختصين في الامن والعلاقات الدولية لاعداد تصور حول التعاون الامني والعسكري بين لبنان وتركيا يؤدي الى استفادة لبنان من القدرات العسكرية التركية والتعاون في كافة المجالات نظرا لتزايد الدور التركي في المنطقة.

فما هي الاسباب التي تدفع هؤلاء الباحثين لطرح التعاون العسكري والامني مع تركيا ؟ وهل يحظى هذا المشروع بالقبول من قبل المسؤولين اللبنانيين؟.

اسباب الدعوة للتعاون مع تركيا

فما هي الاسباب التي تدفع الباحثين اللبنانيين للدعوة للتعاون العسكري والامني مع تركيا؟

يعتبر هؤلاء الباحثون: انه بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان تبين انه لا توجد في لبنان منظومة دفاع جوية قادرة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وان اللجنة الدولية الخاصة بمراقبة تنفيذ القرار 1701 والاتفاق الذي تم بعد الحرب لم تستطع وقف هذه الاعتداءات ، كما ان حزب الله رغم اعلانه الاستمرار في المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي فانه اليوم غير قادر عمليا وسياسيا على الدخول في حرب جديدة ضد العدو الإسرائيلي ، ولذلك فانه من المهم للبنان ان يعقد اتفاقيات استراتيجية مع دول إقليمية او عربية او دولية لتامين الحماية ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية خصوصا ان الجيش اللبناني لا يمتلك حاليا القدرة العسكرية ولا يوجد اتفاق بينه وبين حزب الله للاستفادة من المقدرات العسكرية لدى المقاومة .

كما يواجه لبنان مشاكل على الحدود الشمالية والشرقية مع السلطات السورية الجديدة ، وبغض النظر عن الاسباب التي ادت الى هذه المشاكل ، فان السلطات السورية لديها علاقات جيدة مع تركيا ويمكن الاستفادة من تركيا لمعالجة هذه المشاكل .

وبانتظار التوصل الى مشروع متكامل للامن القومي او الاستراتيجية الدفاعية يدعو هؤلاء الباحثون لعقد اتفاق تعاون عسكري وامني مع تركيا كونها تمتلك منظومات دفاعية قوية وكذلك يمكن ان تؤمن اسراب كبيرة من الطائرات المسيرة القادرة على الرد على اي استهداف إسرائيلي.

ويعتبر هؤلاء الباحثون: ان لتركيا علاقات جيدة مع اميركا وايران ومع الدول العربية وهي مشاركة في قوات الطوارئ الدولية ولذا لا توجد حساسية اقليمية او دولية للتعاون معها .

الدعوة بين القبول والرفض

فهل تنجح هذه الدعوة ؟ ومن يقبل بها او يرقضها؟

المشكلة الأساسية في هذا المشروع قبول الاطراف اللبنانية بهذا التعاون سواء على الصعيد المسيحي او لجهة حزب الله وحركة امل كذلك بعض الاطراف السنية التي قد تتحفظ على التعاون مع تركيا كي لا تغضب الدول العربية .

لقد عمد هؤلاء الباحثون لطرح المشروع مع عدد من مراكز الدراسات والابحاث التركية والجهات التركية الفاعلة فكان هناك ترحيب مبدئي ولكن لا يمكن اعطاء جواب نهائي ورسمي الا اذا حصل طلب لبناني رسمي سواء من قبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون او مجلس الوزراء وبانتظار بحث الموضوع مع الجهات اللبنانية الرسمية يحاول هؤلاء الباحثون عرض المشروع على عدد من الشخصيات اللبنانية الرسمية والحزبية لمعرفة ردود الفعل وكذلك معرفة وجهة النظر الأميركية والأوروبية والعربية تجاه هذا المشروع.

وقد يكون هذا الطرح اليوم مثير للجدل خصوصا في ظل تزايد الدور التركي في سوريا والمنطقة ووجود الكثير من الملاحظات على هذا الدور خصوصا من جهات عربية وإسلامية ولكن طرح الموضوع للنقاش مهم من اجل التمهيد لبحث الاستراتيجية الدفاعية ودراسة كيفية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية والبحث عن بدائل عملية وواقعية في هذه المرحلة.

والموضوع مطروح للنقاش وبرسم جميع الجهات المعنية.

قاسم قصير