العدد 1579 /13-9-2023
تجدّدت الاشتباكات في عدد من المحاور داخل مخيم
عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبيّ لبنان، مساء اليوم الثلاثاء، وخصوصاً عند
محور حيّ حطين، وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه أمس
الاثنين بعد اجتماع عُقد بين القوى الفلسطينية والمدير العام بالإنابة، اللواء
إلياس البيسري.
وفي أحدث محصّلة للاشتباكات التي تندلع بين حركة
فتح وجماعات إسلامية متشددة، قال مدير مستشفى الهمشري في صيدا، رياض أبو العينين،
لـ"العربي الجديد"، إن "عدد القتلى ارتفع إلى تسعة، بين بلغ عدد
الجرحى 81 جريحاً، تراوح إصاباتهم بين المتوسطة والخفيفة، في حين أن الحالات
الحرجة قليلة جداً".
وأشار أبو العينين إلى أن "الاشتباكات هي
أكثر على محور حيّ حطين، وتكون متقطعة، بحيث نسمع أصوات القذائف الصاروخية
والرصاص، في خرقٍ للهدنة التي جرى التوصّل إليها"، لافتاً إلى أن "أجواء
الحرب لا تزال موجودة في الأحياء الثانية أيضاً، وسط تسجيل حركة نزوح وإقفال
للمحال، وسط تدابير مشددة، لكن سُمِح لأجهزة الإسعاف بالتنقل في أماكن الاشتباك
لإجراء مسح ومعاينة الجرحى ونقلهم إلى المستشفى".
في السياق أيضاً، أعلن رئيس بلدية صيدا، جنوبيّ
البلاد، الدكتور حازم بديع، أنه بالتعاون والتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أُجلِيَ اليوم عائلات فلسطينية ولبنانية
وسورية ومكتومة القيد (خط السكة)، نزحت منذ بدء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة،
الأسبوع الفائت، حيث نُقلوا بواسطة باصات تابعة للوكالة إلى مدرسة بيت جالا في سبلين.
وبلغ عدد العائلات التي نزحت إلى البلدية نحو 80
عائلة في ذروة الاشتباكات، ثم انخفض العدد تدريجياً إلى 70 عائلة، 23 فلسطينية،
و19 لبنانية، و8 سورية، و18 مكتومة القيد، وذلك بحسب ما ورد في بيان صادر عن رئيس
بلدية صيدا، الذي ذكر أيضاً أن جزءاً من عائلات مكتومي القيد آثر التوجه إلى منازل
أقرباء لهم في منطقة صيدا، بانتظار استقرار الوضع في مخيم عين الحلوة، وتوقف
الاشتباكات نهائياً.
وأعلنت "حركة فتح"، في بيان مساء اليوم،
أن عناصرها "تلتزم وقف إطلاق النار من جديد بعدما أفشلت الهجوم في حيّ
الطيري، وأوقعت إصابات، وأنها ستبقى تتعامل مع أي مجموعة إرهابية تُرصَد".
ولفتت إلى أن "الاشتباكات كانت قد تجددت عصر
اليوم، على محور الطيري الطوارئ الرأس الأحمر الصفصاف بين كل من حركة فتح ومجموعة
الشباب المسلم، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، فيما أصاب
الرصاص الطائش وكذلك القذائف الصاروخية، محيط مدينة صيدا، ما أدّى إلى انهيار
اتفاق وقف إطلاق النار بعدما كان قد ساد الهدوء الحذر صباحاً داخل المخيم وحتى
العصر مع بعض الخروقات".
هذا وتتواصل اللقاءات اللبنانية والفلسطينية لبحث
الوضع الأمني في المخيم، وسبل تثبيت قرار وقف إطلاق النار الذي جرى التوافق عليه،
وسط اتهامات من قبل القوى الفلسطينية للجماعات الإسلامية المتشددة بخرقه، وعدم
التزامها تسليم المطلوبين في اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني، اللواء أشرف
العرموشي ورفاقه.
والتقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المشرف على
السّاحة اللبنانية، عزام الأحمد، مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، لبحث الوضع
المستجدّ في عين الحلوة، وللعمل على وقف الاقتتال المستمرّ منذ الخميس الفائت،
وتثبيت الهدنة، وضرورة تسليم المطلوبين باغتيال العرموشي ورفاقه، ومن بينهم اللقاء
الذي عقده مع الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد.
وكان اللقاء بحضور السفير الفلسطيني في لبنان،
أشرف دبور، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات،
وعضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، وعضو قيادة حركة فتح في لبنان اللواء
منذر حمزة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب.
وبُحث خلال اللقاء آخر التطورات في مخيم عين
الحلوة، وضرورة تسليم المتهمين باغتيال العرموشي ورفاقه للقضاء اللبناني.
وأكد الأحمد، بحسب بيان صادر عن النائب أسامة سعد،
العلاقة الأخوية التي تجمع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
ووصل اليوم نائب رئيس "حركة حماس" في
الخارج، موسى أبو مرزوق إلى لبنان، في زيارة تستغرق عدة أيام، لبحث تطور الأوضاع
في المخيمات الفلسطينية، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، وعلى أجندته إجراء لقاءات مع
مسؤولين لبنانيين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية في محاولة لاحتواء الأوضاع
والتشديد على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات الدائرة.