العدد 1612 /8-5-2024
قاسم قصير

تتابع الأوساط الدبلوماسية الغربية ومراكز الأبحاث الأميركية التطورات في لبنان والمنطقة في ظل ما يجري من أحداث في قطاع غزة وجنوب لبنان ما بين احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو استمرار التصعيد على كل الجبهات.

فكيف تقرأ هذه الأوساط الدبلوماسية ومراكز الدراسات التطورات التي حصلت منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول إلى اليوم؟ وما هي أبرز النتائج والانعكاسات السياسية والميدانية لهذه الأحداث على لبنان والمنطقة وافق السياسة الأميركية والغربية في المرحلة المقبلة؟

تقييم التطورات الجارية

بداية كيف تقرأ بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية ومراكز الأبحاث الأميركية للتطورات الجارية في لبنان والمنطقة منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول إلى اليوم؟

بانتظار تبلور صورة الأوضاع العسكرية والميدانية والسياسية بعد قبول حركة حماس وقوى المقاومة لمشروع وقف إطلاق النار تعتبر بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية في بيروت وعدد من العاملين في مراكز الأبحاث الأميركية : إن معركة طوفان الأقصى أدت إلى نتائج سياسية وميدانية واستراتيجية مهمة، سواء بما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الصراع العربي- الإسرائيلي أو لجهة السياسات الأميركية والغربية في المنطقة، فهذه المعركة كشفت عن وقائع جديدة وتغير خريطة توزع القوى في المنطقة وتراجع الدور الأميركي وبروز محور المقاومة بقيادة إيرانية وعدم وجود قدرة دولية على وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني مما يطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل النظام الدولي والمؤسسات الدولية في العالم.

وتضيف هذه الأوساط: السياسة الأميركية اليوم أمام تحديات جديدة في ظل الصراع القائم في أميركا بين الديمقراطيين والجمهوريين والدخول في مرحلة الانتخابات الرئاسية والتحركات الطلابية والشعبية الضاغطة على الإدارة الأميركية واستمرار الحرص الأميركي الرسمي على تقديم كافة أشكال الدعم لإسرائيل كونها تشكل القضية الأهم في السياسة الأميركية اليوم.

وتؤكد هذه الأوساط: إن الأولوية الأميركية والغربية اليوم في لبنان والمنطقة منع تمدد الحرب والتوصل إلى اتفاقات لإنهاء الصراع القائم مع أهمية الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي والوصول إلى حل للقضية الفلسطينية واستعادة مسار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل وخصوصا بين السعودية وإسرائيل، وفي لبنان فإن الأولوية إعادة الاستقرار والأمن إلى المناطق الحدودية وتطبيق القرار 1701 وانسحاب مسلحي حزب الله من مناطق الحدود وعودة المستوطنين إلى مستوطناتهم.

أفق المرحلة المقبلة

وحول أفق المرحلة المقبلة ونتائج الصراع الدائر في لبنان والمنطقة تقول هذه الأوساط الدبلوماسية وبعض الباحثين في مراكز الدراسات الأميركية: إن الحرب في غزة وجنوب لبنان كشفت عدم القدرة على القضاء على حركة حماس أو مواجهة حزب الله وان قوى المقاومة تمتلك قدرات كبيرة واستطاعت مواجهة الجيش الإسرائيلي طيلة سبعة أشهر وهذه التطورات سيكون لها انعكاسات مهمة على السياسات الأميركية والغربية في لبنان والمنطقة. وإنه لن يكون هناك خيار أمام الإدارة الأميركية سوى الذهاب إلى التفاهم غير المباشر مع إيران وقوى المقاومة في المنطقة من أجل إيجاد ترتيبات جديدة للحفاظ على الاستقرار ومنع تمدد الحرب ولحماية المصالح الأميركية.

وتشير هذه الأوساط: إن إسرائيل ستواجه في المرحلة المقبلة أزمات داخلية كبيرة بسبب الخلافات بين مختلف القوى السياسية والدينية والأوضاع الاقتصادية والدعوة إلى محاسبة المسؤولين عن الفشل في مواجهة قوى المقاومة وبروز موجة كبيرة من الهجرة المعاكسة، إضافة إلى ما يجري على الصعيد الدولي من تحركات شعبية وطلابية ضد إسرائيل.

وتختم هذه الأوساط: نحن اليوم أمام مرحلة جديدة ومن الصعب التكهن بأفقها السياسي والميداني والاستراتيجي بانتظار وضوح المشهد في قطاع غزة وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني وكل دول المنطقة، لكن من المؤكد أن معركة طوفان الأقصى وتداعياتها سيكون لها نتائج كبرى في كل المنطقة والعالم وسنشهد في المرحلة المقبلة هذه التداعيات بشكل تدريجي.

قاسم قصير