العدد 1625 /14-8-2024
قاسم قصير

تتزايد المخاوف في لبنان والمنطقة من تصاعد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى دول المنطقة ولا سيما بعد عمليتي الاغتيال اللتين طالتا القائد الجهادي في حزب الله الحاج فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية في طهران ، وفي ظل استمرار المجازر الصهيونية في غزة ، وبالمقابل تأكيد ايران وحزب الله على الرد على العدو الصهيوني وقيام اميركا بحشد قواتها المسلحة والبحرية في المنطقة والتهديد بالرد على اي هجوم يستهدف الكيان الصهيوني .

وبانتظار وضوح صورة المفاوضات حول وقف اطلاق النار في قطاع غزة ، فان تصاعد المخاوف من تدهور الاوضاع في لبنان فرض على الحكومة اللبنانية والقوى السياسية والحزبية والمؤسسات الصحية والاجتماعية والدينية التحرك لتحصين الجبهة الداخلية والاستعداد لكل الاحتمالات .

فما هي صورة الاوضاع في المرحلة المقبلة؟ وكيف يمكن تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة مختلف التحديات ؟

صورة الاوضاع في المرحلة المقبلة

بداية كيف هي صورة الاوضاع في لبنان والمنطقة في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان والمخاوف من تداعيات رد حزب الله وايران على عمليات الاغتيال ؟

يعيش لبنان والمنطقة في حالة انتظار وقلق ، فالعدوان الاسرائيلي مستمر على الشعب الفلسطيني وعلى لبنان ، فبالاضافة لعمليات الاغتيال التي تطال قادة وكوادر المقاومة ، فان المجازر الصهيونية مستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة ، كما ان الاعتداءات الاسرائيلية على القرى اللبنانية مستمرة ، وبالمقابل فان حزب الله وايران يؤكدان القرار بالرد على عمليات الاغتيال التي طالت الحاج فؤاد شكر والاخ اسماعيل هنية .

وفي مقابل تصاعد التهديدات من حزب الله وايران بالرد على العدو الصهيوني ، قامت الولايات المتحدة الاميركية بحشد قواتها البحرية في المنطقة والاعلان مع عدد من الدول عن الاستعداد للتصدي لاي هجوم يستهدف الكيان الصهيوني .

وفي موازة التصعيد الميداني جاءت الدعوة الاميركية – القطرية – المصرية للعودة الى المفاوضات لوقف اطلاق النار في قطاع غزة وتحديد موعد 15 اب لاجراء المفاوضات وقبول العدو الصهيوني المشاركة فيها ، في حين اعلنت حركة حماس ان المطلوب تطبيق المبادرات الماضية .

وفي خلاصة كل هذه التطورات ان لبنان والمنطقة في حالة انتظار وترقب وكل الاحتمالات واردة خصوصا الذهاب الى تصعيد عسكري كبير قد يتطور الى حرب واسعة.

تحصين الجبهة الداخلية

وفي ظل كل هذه المخاوف من تصاعد الاوضاع الامنية والعسكرية ، وبانتظار وضوح الصورة ، كيف يمكن تحصين الجبهة الداخلية وحماية الوحدة الوطنية؟

بغض النظر عن الخلافات السياسية او الحزبية حول العديد من الملفات الداخلية ، فان التخوف من تطور الاوضاع نحو مواجهة عسكرية واسعة واحتمال تصاعد العدوان الصهيوني على لبنان يتطلب من جميع القوى السياسية والحزبية والمرجعيات الدينية والمؤسسات الثقافية والحوارية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الصحية والاجتماعية اعلان حالة الطوارىء والاستعداد لكل الاحتمالات ومؤازرة الحكومة اللبنانية ومؤسساتها من اجل مواجهة اي تصعيد عسكري .

وقد بدأت العديد من القوى السياسية والحزبية والمؤسسات الاجتماعية والاهلية سلسلة لقاءات وتحركات من اجل التحضير للمرحلة المقبلة ، اضافة لاطلاق النداءات من اجل استقبال النازحين وعدم استغلال تصاعد الاوضاع لرفع اسعار الايجارات والشقق او اسعار المواد الغذائية .

ان تحصين الجبهة الداخلية والتحضير لكل الاحتمالات ومواجهة الاصوات السلبية او دعاة الفتنة يشكل ضرورة وطنية اليوم وهذه مهمة جميع القوى السياسية والحزبية والمرجعيات الدينية والثقافية والحوارية .

وبانتظار وضوح الصورة وعلى امل ان لا تتجه الاوضاع نحو حرب واسعة والوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة وفي لبنان ، فان التحضير لكل الاحتمالات امر ضروري والاهم حماية الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية.

قاسم قصير