العدد 1636 /30-10-2024
قاسم قصير

منذ بدء العدوان الصهيوني الشامل على لبنان في الاسبوع الاخير من شهر ايلول الماضي والى اليوم تنوعت المواقف اللبنانية بين داعم للمقاومة او محرّض عليها او من يحمّلها مسؤولية العدوان ، في حين سعت بعض الاطراف اللبنانية لاستثمار العدوان من اجل فرض اجندة سياسية داخلية، في حين برز التضامن الداخلي باشكال متعددة واهمها التعاطي الايجابي مع ملف النازجين والحرص على تقديم ما امكن من دعم ومساعدات لهم ، وتجلى الموقف الرسمي بالسعي لوقف العدوان والدعوة لتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش في الجنوب واداؤة ملف النازحين ومواجهة تداعيات العدوان ، وغابت العديد من الجهات المحلية عن واجهة الاحداث وخصوصا مؤسسات المجتمع المدني (باستثناء مبادرات محدودة) ، كما لم يلحظ اي دور للجامعات الكبرى ( وخصوصا الجامعة اليسوعية والجامعة الاميركية والجامعة اللبنانية الاميركية والجامعة اللبنانية الدولية وجامعة بيروت العربيه ) ، مع ان بعض هذه الجامعات كان لها دور فاعل في العديد في المحطات السياسية الداخلية .

والملاحظ ان العديد من القوى اللبنانية والوطنية واليسارية والقومية والاسلامية كانت مواقفها خجولة من التطورات واكتفت ببيانات الدعم او الاستنكار او السعي للمساعدة في تقديم المساعدات للنازحين ، في حين غابت الدعوة الصريحة لمقاومة الاحتلال او مواجهة العدوان الصهيوني من خلال المقاومة الفاعلة رغم ان العدو الاسرائيلي اعلن صراحة عن مشروعه لاحتلال الاراضي اللبنانية وفرض شروط جديدة على لبنان تتجاوز القرار 1701 والسعي لاقامة منظقة مدمرة على الحدود اللبنانية وصولا لاقامة مستوطنات اسرائيلية جديدة في جنوب لبنان والتهديد باحتلال مناطق لبنانية حتى نهر الاولي ، وكل ذلك ترافق مع ارتكاب العدو الاسرائيلي المجازر بحق اللبنانيين وتدمير المدن والقرى اللبنانية .

ازاء كل ذلك يطرح السؤال الهام : اين هم دعاة السيادة اللبنانية وحماية لبنان ؟ واين هي القوى الوطنية واليسارية والاسلامية التي كانت تشكو من احتكار المقاومة الاسلامية وحزب الله للمقاومة ؟ واين هم دعاة حقوق الانسان والدفاع عن المظلومين والتضامن مع الشعوب العربية المظلومة ؟

اليس ما يتعرض له لبنان اليوم هو عدوان اسرائيلي جديد يهدف لاحتلال الاراضي اللبنانية وفرض شروطه على لبنان بما يتجاوز السيادة اللبنانية والدولة اللبنانية ؟

حتى لو افترضنا ان حزب الله هو من بادر لنصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي للبنان وفلسطين ، السنا اليوم نواجه عدوانا اسرائيليا على كل لبنان واللبنانيين والاراضي اللبنانية ويسقط الشهداء اللبنانيون وتدمر المناطق اللبنانية ؟ الا يتطلب ذلك مواجهة لبنانية شاملة لهذا العدوان وتشكيل جبهة لبنانية للمقاومة تضم كل القوى اللبنانية وتنسق مع الجيش اللبناني والدولة اللبنانية من اجل تعزيز الصمود الداخلي ومواجهة العدوان ووضع خطة عمل متكاملة لحماية لبنان ومواجهة الاحتلال والعدوان ؟.

منذ الاحتلال الاسرائيلي للبنان في العام 1982 وبروز المقاومة الوطنية واللبنانية ولاحقا المقاومة الاسلامية وحزب الله وتقديم ايران الدعم لحزب الله لمواجهة الاحتلال ، كان السؤال لدى الكثير من الاطراف اللبنانية : لماذا تتدخل ايران في لبنان ولماذا يرتبط حزب الله بايران ؟ اليوم نحن امام عدوان اسرائيلي جديد ومناطق تدمر والشهداء يسقطون ، والقوة الوحيدة التي تواجه العدوان هي المقاومة الاسلامية وافواج المقاومة اللبنانية ، وغدا ستاتي ايران لاعمار لبنان ودعم الشعب اللبناني ، الا يستدعي ذلك على الحريصين على لبنان وسيادته ان يسارعوا لمواجهة العدوان وتشكيل الجبهة اللبنانية للمقاومة وايجاد كل الاطر والوسائل للدفاع عن الشعب اللبناني حتى لا يترك المجال مستقبلا لايران كي تدير كل هذه الملفات.

لبنان واللبنانيون جميعا امام تحدي جديد واذا اردنا بناء دولة المواطنة والدولة القوية وقطع الطريق امام القوى الخارجية للتدخل في الشؤون اللبنانية فلنسارع جميعا لتشكيل الجبهة اللبنانية لمقاومة الاحتلال ودعم صمود الشعب اللبناني وتوحيد المواقف اللبنانية ضد الاحتلال وبذلك نبني لبنان الجديد .

قاسم قصير