العدد 1689 /12-11-2025
قاسم قصير

 يواجه لبنان واللبنانيون تصعيدا عسكريا اسرائيليا كبيرا وما جرى في الايام القليلة الماضية من غارات واغتيالات نموذج لهذا التصعيد وهو غير مرتبط بمواقف حزب الله والتي اعلنها في كتابه المفتوح للرؤساء الثلاثة حول رفض المفاوضات السياسية المباشرة، بل هو تصعيد مستمر وسبق ان شهدناه في العدوان على المصيلح وانصارية والنبطية وانصار وقبلها في الضاحية الجنوبية ومناطق في البقاع .

والتهديدات الاسرائيلية والاميركية مستمرة للبنان واللبنانيين وحزب الله ، فاما ان يقوم الجيش اللبناني بنزع سلاح الحزب والقوة وجلوس لبنان الى طاولات المفاوضات والاستسلام او سيتجه العدو الاسرائيلي لشن حرب واسعة وشاملة كما تتحدث وسائل اعلام العدو والمسؤولون الاسرائيليون وكما يروج العديد من المحللين السياسيين اللبنانيين وبعض القيادات اللبنانية السياسية والنيابية.

وقد  قال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة انه كلما ابدى لبنان مواقف مرنة  وايجابية تجاه التفاوض والمفاوضات يقوم العدو الإسرائيلي بمزيد من التصعيد ونشهد  المزيد من الضغوط الاميركية في كل المجالات واخرها دعوة المبعوث الأميركي توم براك لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للانصال الهاتفي المباشر برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو  وزيارة وفد الخزانة الاميركية لبيروت  ومطالبته لبنان بالتضييق المالي على حزب الله وفي مقابل موافقة لبنان على التفاوض لا يوجد اي طرح واضح اسرائيلي او اميركي ومطلبهم الاهم نزع سلاح الحزب دون ضمانات لوقف إطلاق النار او وقف الاعتداءات الإسرائيلية او انهاء الاحتلال الإسرائيلي او اطلاق الاسرى او البدء بالأعمار والهدف هو الاستسلام دون شروط والقبول بما يريده الإسرائيلي والاميركي من سيطرة على الجنوب والذهاب الى اتفاق سياسي وامني شامل .

وفي موازة ذلك هناك تحرك مصري جدي للوصول الى انفاق لانهاء الاعتداءات الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي وتقول مصادر دبلوماسية عربية في بيروت ان التحرك المصري يهدف للوصول الى حل متكامل للازمة بين لبنان والكيان الصهيوني وان مصر تملك اوراق قوة عديدة من خلال علاقاتها مع اميركا والكيان الصهيوني وايران ومع كافة الاطراف اللبنانية ومنها حزب الله  وبعد نجاح دورها في اتفاق وقف النار في غزة ،  وتشير هذه المصادر ان التحرك المصري يهدف لمنع التصعيد العسكري الواسع والذهاب الى اتفاق شامل لكل القضايا.

وفي موازة الضغوط الأميركية والاسرائيلية  والتحرك المصري هناك قوى لبنانية تراهن على اضعاف الحزب والثنائي الشبعي عبر ملف الانتخابات النيابية وكذلك عبر الحصار المالي والاقتصادي بدل التعاون والوحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية، بل ان بعض هذه الاطراف تتحدث علانية عن الرهان على التصعيد العسكري الاسرائيلي لانهاء حزب الله وانه اذا لم يسلم الحزب السلاح فليس هناك خيار سوى التدخل الاسرائيلي والاميركي بالقوة .

على ضوء كل ذلك نحن امام مرحلة صعبة مفتوحة على كل الاحتمالات ولذا من المهم تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات الداخلية والسعي لوضع رؤية وطنية مشتركة بدل ان يكون لكل فريق رؤيته لان اي تصعيد إسرائيلي كبير لن يطال فريقا لبنانيا بل سيطال كل لبنان ومن يراهن على هزيمة فريق او الاستسلام لمطالب العدو فهو واهم .

نحن امام معركة صعبة تتطلب الاستعداد لكل الاحتمالات وهذه مسؤولية وطنية ومسؤولية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة والبرلمان وكل القوى السياسية والحزبية اللبنانية وكل المؤسسات الثقافية والحوارية والتنموية والاجتماعية والدينية والصحية .

فهل تصل المقاوضات والجهود الدبلوماسية الى نتائج ايجابية ام ان التصعيد الاسرائيلي سيستمر وصولا للحرب الواسعة والشاملة؟

قاسم قصير